
الهوايات: واحدة من أكثر الموضوعات المفضَّلة لدينا كبشر خاصة في اللقاءات الأولى هي الهوايات أو الاهتمامات، نحبُّ أن نتحدَّث عن ما نحبُّ القيام به وما يُثير اهتمامنا، ويأخذنا إلى أقصي درجات الحماس.
فالطريقة الشائعة في بناء العلاقات هي السؤال عن الاهتمامات، والبحث عن أي تطابق، وهي طريقة بسيطة أساسها مبني على كيف نقضي أوقات فراغنا، وكيف ننظم أوقاتنا حول ما يجعلنا سعداء، بل ويوصى دائما بضرورة تبني هواية أو أكثر؛ لأن تبنِّي الهوايات ينتج عنه الكثير من الفوائد، منها:
1-المساعدة في تنظيم الوقت.
2-خلق فرص جديدة للتواصل مع الآخرين.
3-كما وتعد الهوايات طريقة رائعة للتعامل مع الضغوطات الحياتية.
وعلى الرغم من هذه الفوائد التي تحظى بها الهوايات فهي دائما أول ما يتخلَّى عنه الناس عندما يطرأ أيُّ عمل مستعجل في طريقهم، فقد جرت العادة على أنه إذا أصبحت حياتك مزدحمة بالكثيرمن الأعمال فعليك البدء في اقتطاع بعض الوقت من هواياتك؛ لتستطيع مجاراة الأمور، وفي عالمنا الحديث أصبحنا نرى بصورة متزايدة الكثيرمن الناس يستبدلون الهوايات التي طالما أحبوها بأنشطة سلبية يغلب عليها الكسل والخمول.
والسؤال هنا: ماذا نعني بأنشطة سلبية ؟
ما رأيك بقضاء يومك في التنقُّل بين وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة أو مشاهدة نت فلكس؟ ولا تسئ فهمنا، فهذه ليست أنشطة سيئة كلية، ولكن هناك فرقٌ كبير بين فعل أو ابتكار شيء ما، وبين مشاهدة أو الاستمتاع بواسطة شيء ما، فنعم، كلاهما له فوائد على أصعدة مختلفة من الحياة، ولكن كما يؤكد الخبراء في مختلف المجالات سواء الصحية أو العملية “يجب علينا ألا نهمل وجود الهوايات في حياتنا الشخصية”.
هواياتنا هي ناتج اهتماماتنا وشغفنا، فلو كانت الهوايات هي أغصان الشجرة فإن شغفنا واهتماماتنا هي الجذور، وعندما نترجم اهتماماتنا وشغفنا إلى أفعال على أرض الواقع إلى (هوايات) نسمح لأنفسنا أن نعيش حياة أكثر إرضاءً، وكما قلنا سابقا نحصل أيضا على العديد من الفوائد، منها أيضا أنها تجعلنا أناسًا مثيرين للاهتمام، ونعطي أنفسنا الفرصة أن نقابل العديد من البشر الرائعين خلال هذه الرحلة.
إذا أصبحنا نعرف الآن الأهمية الكبيرة للهوايات كما عرفنا أن الخبراء دائما ما يوصون بضرورة جعل الهوايات في أعلي قائمة أولوياتنا في الحياة، فعلينا أن نكون شديدي الحذر عندما تبدأ أشياء أخرى في إبعادنا عنها بشكل مستمر.
موت هواياتك تعد أخبار سيئة جداً
من الطرق الشائعة لتحديد العلاقات السيئة في حياتك هو عندما يقوم أحد الشريكين في العلاقة بإبعاد الآخر عن هواياته ودوائر علاقاته، وللأسف هناك علاقة سيئة جدا دائما تبعد الناس عن أكثر ما يحبون فعله في الحياة، وهناك الكثير والكثير حول العالم ممن يعانون مع هذه العلاقة، نعم، كما توقعت علاقتهم بالإباحية.
استهلاك الإباحية عادة يحدث بشكل متصاعد، والذي بدوره يمكن أن يتحوَّل إلى عادة شديدة الإدمان، وكما في أي نوع من الإدمان سواء السلوكي أو المعتمد على إدخال مواد إدمانية للجسد، يقوم الشخص المدمن بجعل نشاطه الإدماني هو الأولوية الأولى في حياته، حيث يقدمها على أي شيء آخر يحبه، وذلك يتضمّن علاقته بمَن حوله وهواياته، ويحدث هذا بشكل متكرّر أكثر ما يتخيّل كثير من الناس.
وهنا في صفحة (واعي) وغيرها من المواقع المماثلة نغمر يوميا بالعديد من القصص المحطّمة للقلوب عن كيف أدت الإباحية إلى تدمير حياة هؤلاء الناس، من الأب الذي أصبح متجاهلًا وقاسيًا مع أبنائه بسبب إدمانه، إلى الزوج الذي أصبح بعيدا جدا عن زوجته بعد اختفاء الحميمية وبسبب أن المسكينة لا تستطيع مجاراة هؤلاء النساء المثاليات -من وجهة النظر المزيَّفة- التي يشاهدهن في المقاطع الإباحية يومياً.
الهوايات البنَّاءة في مواجهة العادات الهدَّامة.
بينما ليس كل مَن يستهلك الإباحية يصبح مدمناً على الفور إلا أن الجميع لديهم القابلية “وهم عرضة” لإدمانها في أية لحظة، وتُبيّن الدراسات أن أي عادة لديها الاستجابة الصحيحة للدوبامين يمكن أن تتحول إلى إدمان، وواقعياً هذا يعني أن أي شخص عرضة لإدمان أي فعل كان فقط بالنسبة له عادة في يوم ما.
إذًا أي عادة لديها القابلية أن تصبح إدماناً. وعلى سبيل المثال الطعام يمكن أن يتحوَّل لإدمان، ولا شك أن الأكل شيء طبيعي وجيد، كما أنه مهم جدا لبقاء الإنسان، ولكن من العادات الأخرى القابلة للإدمان وليست بهذه الأهمية هي وسائل التواصل الاجتماعي، ولا يعد التقليب عبر صفحات انستجرام عادة سيئة بالضرورة، لكن هل الإباحية مختلفة؟
الإباحية ليست فقط عادة سلبية _ ناهيك عن أنها لا يمكن أن تعد هواية _ ولكنها عادة سلبية هدامة بشكل يصعب وصفه، حيث استطاعت الإباحية نشر أضرارها لدرجة التأثير على حياتنا والعالم حولنا، ومرة بعد أخرى نرى الإباحية تهدم حياة الناس الجنسية، وتمزق العلاقات بينهم، ويصل تأثيرها إلى تعزيز السلوك العدواني بشكل نمطي متكرّر، وكما ذكرنا سابقاً فإن استهلاك الإباحية يمكن أن يؤدّي إلى ابتعادك تدريجياُ وبصورة متزايدة عن كل مَن وما تحب.
ومن المثير جدا للاهتمام أن الأبحاث وجدت أن من بين كل الأنشطة الترفيهية على الإنترنت فإن الإباحية هي الأكثر قابلية للإدمان، وبرغم من أن احتمالية شيء ما لأن يكون إدمانياً لا تعني بالضرورة تجنبه تماما، ولكنها إشارة مهمة توضح إلى أي مدى يمكن لهذا الشيء أن يكون شريرا في أعماقه، وفي أغلب الأحيان يكون لقياس الإيجابيات والسلبيات إشارة قوية إلى ما إذا كان هذا الفعل يستحق أن نقوم به أم لا، وفي حالتنا هذه عندما يكون الفعل شديد الخطورة والقابلية للإدمان وشديد الخطورة لتمكنه بسهولة من إيذائك وكل مَن تحب كما أنك تعد ضمانا لبقاء نوع من الصناعات التي يعد غذاؤها الوحيد هو الأكاذيب والابتزاز نعتقد أن الاختيار في هذه الحالة لن يكون شديد التعقيد، بل إن الإجابة واضحة وضوح الشمس، لو أنك فقط أخذت من وقتك لحظات للتفكير في كل ما بين يديك من الحقائق.
ترجمة: يوسف محمود.
مراجعة: محمد حسونة