
سنتحدث بإذن الله في هذا الدرس و الدروس الأربعة التالية له عن كيفية تكوين رؤية جديدة .
إن كثيرا من الناس يقضون كثيرا من الوقت في محاولة للعثور على “” طريقة مثالية” تكون سببا في إطلاق سراحهم من قيد العبودية للإباحية .
والحقيقة هي أنه لا يوجد طريقة مثالية ، فمعظم الطرق جيدة ، و لا توجد طريقة واحدة منهم مثالية .
لذلك ما الذي علينا القيام به إذا لم يكن هناك طريقة تعمل 100٪ ؟ كيف لنا أن نضرب إدماننا في مقتل و نخلص أرواحنا منه ؟
يقول أليكس : النهج الذي عملت به (و لا زلت أعمل به ) هو استخدام مزيج من الأساليب لمساعدتي في التحرر.
و بذل كل جهد ممكن في نفس الوقت.
فبدلا من المحاولة بأسلوب واحد، على أمل أنه سيؤثر و بقوة ، فقد قررت أن أفعل كل ما هو ممكن في نفس الوقت، لمساعدتي في التغلب على الإدمان .
إن أليكس قد ساق قصة من الأدب الأمريكي القديم مستدلا بها على استراتيجته تلك و هي
ﻗﺎﻝ الحكيم ﻟﺤﻔﻴﺪﻩ “ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺳﻮﻑ ﺃﺧﺒﺮﻙ ﻋﻦ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻣﻦ ﺣﻘﺎﺋﻖ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ”.
ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﻟﺤﻔﻴﺪ ” ﺃﺳﻤﻌﻚ ﻳﺎ ﺟﺪﻱ .”
ﻓﻘﺎﻝ الحكيم : “ﻓﻲ نفس ﻛﻞ ﺷﺨﺺ ﺗﺪﻭﺭ ﻣﻌﺮﻛﺔ ، ﻫﻲ ﺃﺷﺒﻪ ﺑﻤﻌﺮﻛﺔ ﺑﻴﻦ ﺫﺋﺒﻴﻦ.. ﺃﺣﺪ ﺍﻟﺬﺋﺎﺏ ﻳﻤﺜﻞ : ﺍﻟﺸﺮ، ﺍﻟﺤﺴﺪ، ﺍﻟﻐﻴﺮﺓ، ﺍﻻﻧﺎﻧﻴﺔ، ﺍﻟﻜﺬﺏ …”
ﻫﺰ ﺍﻟﺤﻔﻴﺪ ﺭﺃﺳﻪ ﻭﻗﺎﻝ “ ﻭﺍﻷﺧﺮ؟”
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺠﺪ ﺍﻟﺤﻜﻴﻢ “ﺍﻷﺧﺮ ﻳﻤﺜﻞ : ﺍﻟﺨﻴﺮ , ﺍﻟﺴﻼﻡ ، ﺍﻟﺤﺐ ،ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ، ﻭﺍﻻﺧﻼﺹ ….”
ﺗﺎﺛﺮ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﻭﻓﻬﻤﻬﺎ ﺭﻏﻢ ﺻﻌﻮﺑﺘﻬﺎ ، ﻭ ﺑﻌﺪ ﺗﻔﻜﻴﺮ ﺳﺄﻝ ﺟﺪﻩ: “ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﺍﻱ ﺫﺋﺐ ﻳﻨﺘﺼﺮ؟؟؟”
ﺍﺑﺘﺴﻢ ﺍﻟﺠﺪ ﻭﻗﺎﻝ: ” ﺩﺍﺋﻤﺎ ﻳﻨﺘﺼﺮ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺬﺋﺐ،ﺍﻟﺬﻱ أﻧﺖ ﺗﻄﻌﻤﻪ ﻭﺗﻐﺬﻳﻪ ”.
وإليكم قصة أخرى تحمل نفس المعنى ولكنها حقيقية حدثت في عهد النبي صلى الله عليه وسلم
يقول الدكتور عمر المقبل : ومعنى الآية ـ التي تضمنت هذه القاعدة باختصار ـ: أن الله تعالى يخاطب نبيه صلى الله عليه وسلم ـ وهو خطاب للأمة كلها ـ بأن يقيموا الصلاة طرفي النهار، وساعاتٍ من الليل، ينصب فيها قدميه لله تعالى، ثم ذكر علّلَ هذا الأمر فقال: {إن الحسنات يذهبن السيئات} أي يمحونها ويكفرنها حتى كأنها لم تكن ـ على تفصيل سيأتي بعد قليل إن شاء الله ـ والإشارة بقوله: {ذلك ذكرى للذاكرين} إلى قوله: {فاستقم كما أمرت} وما بعده، وقيل: إلى القرآن، ذكرى للذاكرين: أي موعظة للمتعظين .
وكما أن هذه القاعدة صرحت بهذا المعنى، وهو إذهاب الحسنات للسيئات، فقد جاء في السنة ما يوافق هذا اللفظ تقريباً، كما في الحديث الذي رواه الترمذي وحسنّه من حديث أبي ذر رضي الله عنه قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: “اتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن” .
وتأمل في هذه الكلمة المعبرة، التي قال الحسن البصري رحمه الله: “استعينوا على السيئات القديمات بالحسنات الحديثات، وإنكم لن تجدوا شيئا أذهب بسيئة قديمة من حسنة حديثة، وأنا أجد تصديق ذلك في كتاب الله: {إن الحسنات يذهبن السيئات} .
اللهم ارزقنا حسناتٍ تذهب سيئاتنا، وتوبة تجلو أنوارها ظلمة الإساءة والعصيان، والحمد لله رب العالمين. انتهى كلامه حفظه الله
يكمل أليكس فيقول : قبل بضع سنوات اكتشفت أنني مدمن للإباحية و كنت قادرا على الإقلاع عن التدخين ولقد أقلعت بالفعل عنه سريعا و كلية، و قررت استخدام نفس النهج مرة أخرى لترك الإباحية فحاولت استخدام إرادتي لفترة من الوقت، وكانت أطول فترة استطعت أن أتحكم بها في نفسي بعيدا عن الإباحية كانت أسبوعين و في كل مرة أنزلق فيها أقول لنفسي على أية حال أنا فعلتها، فانغمس في فترات من عدم التحكم في النفس مرة أخرى.
أخيرا شعرت بأني مررت بما يكفي بعد نحو عام من المحاولة و الفشل. و فكرت في السبب فوجدته أنني أغذي نفسي الشريرة بما تريد و لا أعين نفسي الخيِّرة كما ينبغي، وأن هذا هو سبب الزلات، ففي أي فريق أنا؟ مع نفسي أم ضدها؟
بعد حوالي يومين كنت أقضي عطلة نهاية الاسبوع في منزل و الدتي، حيث قضيت 5-6 ساعات أخرى في إدماني. و حينما اكتفيت أدركت أنني حقا علي أن أفعل شيئا مختلفا إذا أردت أن أوقف تلك السلوكيات. كتبت قائمة بجميع الأشياء التي يمكن أن أفعلها لتغذية نفسي الخيِّرة بداخلي.
وتضمنت قائمتي مراقبة مشاعري، تناول الطعام الصحي، وشرب ما يكفي من المياه، والحصول على قسط كاف من النوم، والقيام يوميا بالرياضة، والتأمل، و كتابة اليوميات و ممارسة تقنية التعرض و منع الاستجابة التي تعلمتها من كتاب بعنوان “اقتلوا الشهوة”
منذ ذلك الحين شاركت توجهي لدعم وإطعام نفسي الخيِّرة بالأعمال الصالحة والمفيدة مع العديد من الآخرين وتلقيت استجابات إيجابية جدا منهم.ا.هـز
إنها استراتيجية غاية في القوة و الأهمية إن كنت تريد بصدق النجاة فابدأ بتعويد نفسك الخير و اعمل و ثابر و اجتهد و تدرج و بادر و لو بأعمال قليلة و حافظ عليها و واظب فخير الأعمال أدومها و إن قل و إن سقطت فانهض و لا تيأس و دع الكسل و الفتور و تقوى بالعمل الصالح و استعن بالله ثم استغفر و اذكر الله و كلما وقعت فازدد عملا صالحا في تحد لنفسك الأمارة و شيطانك و هواك لا أن تستسلم و قل لنفسك كلما أوقعتيني في المعصية يا نفسي كلما زدت طاعة فسيأتي يوم و قد غلبتها ثق في ذلك فمثلا كنت قد بدأت مثلا بقراءة صفحة من القرآن يوميا فبعد وقوعك في المعصية مرة أخرى زدها إلى ربع يوميا و هكذا في جميع الطاعات و الأعمال الصالحة .
طبقوا تلك الاستراتيجية و أخبروني بالنتائج المفرحة و الطيبة .
في الدرس المقبل بإذن الله سنذهب لنلقي نظرة على نموذج قوي من شأنه أن يساعدنا على فهم كيف تؤثر معتقداتنا على عواطفنا.
و تأكد من أن تفعل ممارسة تقنية التعرض و منع الاستجابة الخاصة بك اليوم أرجوك !
دعني ازد لك استراتيجية اخرى تعلمتها..واظن الجميع يعلمها وهي ركعتين للتوبة من بعد كل معصية وكل زلة..
عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله يقول : ما من عبد يذنب ذنبا فيحسن الطهور ثم يقوم فيصلي ركعتين ثم يستغفر الله إلا غفر له
يعجبني في مواضيعك كيفية انكتستدل بالقران وترجع الى الاحاديث في تغذية ماقاتك
بارك الله فيك
جزاكم الله خيرا
جزاك الله خيرا … كما اود ان اقول بان ظاهرة الاباحية اصبحت بالفعل تهدد المجتمعات فى قوامها الاساسى الا وهو الشباب فلابد وان نتكاتف جميعنا من اجل التصدى لها بكل قوة وصرامة واسال الله التوفيق لنا جيعا
وشكرا