
قبل بضع سنوات ، أجرينا محادثة غير متوقعة ولكنها جد مثيرة للاهتمام – كما بوسعك التخيل – مع خبيرة تجميل متخصصة في إزالة شعر الجسم، شاركت معنا ما وصفته بكونه أكثر محادثة تكراراً بين زبائنها من الإناث خلال تقديمها خدمات حول المنطقة الحساسة: “هل أبدو طبيعية هناك؟ هل أنا طبيعية؟”
اعترفت بأنها دائمًا ما كانت تنزعج قليلاً من هذا الاستفسار، وأن الفضول شدها حول لماذا لم تكن النساء من كل الأعمار متأكدات ولا مدركات لـ “طبيعية” أعضائهن التناسلية أولا، ولم أقدمن على استشارة أخصائية تجميلية بدلاً من أخصائي طبي مثلا حول مخاوفهم الواضحة. بغض النظر، أوضحت أنها كانت سعيدة بالرد: “أجل، على حد علمي، أنت طبيعية تمامًا “.
السعي لتحقيق “الكمال”
لا نعتقد أنه من المستبعد أن كل من الذكور والإناث يمرون بلحظة – إن لم تكن لحظات – يتشككون فيها حول أجسادهم، وربما يقارنون أنفسهم بقسوة بالكمال الجسدي الذي يعرض على كل السطوح العامة: اللوحات الإعلانية وأغلفة المجلات والتلفزيون والأفلام، وقد نجازف بالقول: أن كل من الذكور والإناث يفكرون أحيانا بطرق لتغيير عيوب ملحوظة (مثل اتباع نظام غذائي ، المنشطات ، إلخ).
ومع ذلك، بين الفريقين، يتم توجيه الإناث لاتخاذ التدابير الأكثر تطرفًا للوصول إلى “الكمال” (كتكبير الأثداء، حقن الشفاه، شفط الدهون، إلخ). لذلك فليس من المستغرب أن نتعرف على أحدث اختيار تجميلي بين النساء والفتيات: جراحة إعادة بناء الأعضاء التناسلية الاختيارية. [2]
ونقلت صحيفة التايم في مايو/أيار الماضي عن المؤلفة والمدافعة على التربية الجنسية، الدكتورة إميلي ناغوسكي، قولها: “كانت هنالك أجزاء من أجساد الفتيات لم تتعرض للرأي العام، اليوم بالكاد يتبقى أي جزء من جسمهن يسمح لهن بعدم انتقاده.” [1]
جراحة تجميل الشفرين
المهبل المصمم – كما يطلق عليهم – هو موضة رائجة وحقيقية، لا داعي للبحث عنها في جوجل، فقط ثق بنا.
من عام 2013 إلى عام 2016، ارتفع معدل عمليات تجميل الشفرين – وهي عملية جراحية تجميلية أجريت لتغيير مظهر الشفرين، الطي الداخلي والخارجي للمهبل – بنسبة 112.5 ٪. ليس ذلك فحسب ، بل زاد إجمالي عدد الحالات الذين تقل أعمارهم عن 18 عامًا من 158 عام 2013 إلى 559 عام 2016 ، أي بزيادة قدرها 253.8 ٪ في ثلاث سنوات فقط.
في الواقع حتى عام 2013 لم تكلف الجمعية الأمريكية للجراحة التجميلية عناء جمع البيانات عن حالات تجميل الشفرين؛ لأن الأرقام كانت ضئيلة للغاية، لاحظت الجمعية أن جراحة الشفرين التي كانت مغمورة من قبل أصبحت السائدة ، مع زيادة 23.2 ٪ في عام 2016 [من 2015] ومع زيادة بـ 36 ٪ بين كل جراحي التجميل تقدم الآن خدمة إجراء العملية.
مبدئيا، ما كان في السابق سلسلة من الإجراءات غير الشائعة المستخدمة في الحالات القصوى أو النادرة لإعادة بناء المهبل اتجاهاً تجميليًا انتقائيًا بين الفتيات الصغيرات في سن النضوج، وليس الفتيات الصغيرات في سن المراهقة، بل حتى بين الأطفال ما قبل البلوغ لا تتجاوز أعمارهن تسع سنوات. [4]
ولكن – وهنا يكمن بيت القصيد – فإن معظم هؤلاء الحالات هم من تعتبرهن صديقتنا خبيرة التجميل “طبيعيًات تمامًا”.
المؤثر الخفي!! الإباحية.
هنالك حقيقة مدعومة تنص على أن الأعضاء التناسلية متباينة بشكل طبيعي مثلها مثل الوجوه وبصمات الأصابع وبلورات الثلج، لا يوجد تطابق بين اثنين منها، وهذا يعني أنه لا يمكن أن يكون هناك بالفعل نموذجا “للكمال” للأجزاء الخاصة الأنثوية، ولا يمكن أن تكون “العيوب” المتصورة مؤشرات على وجود خلل حقيقي ما لم يشخص الطبيب بخلاف ذلك. فالأخصائيون الطبيون يشعرون بالحيرة حول هذه الفكرة التي مفادها أننا سنرى هذا الارتفاع الحاد المتمثل في زيادة التشوهات المهبلية، والتي تزايدت بشكل ثابت خلال السنوات القليلة الماضية.
في الواقع ، في عام 2016 ، أصدرت الكلية الأمريكية لأطباء التوليد وأمراض النساء إرشادات جديدة لتقديم المشورة للشابات اللاتي يطلبن إجراء جراحة الشفرين، إرشادات تم وضعها لتجنب إجراء الجراحة ما لم يتم تحديد لزومها من الناحية الطبية.
إذن ما الذي يحدث هنا؟ لماذا هذا الاهتمام المفاجئ بالتماثل والتلاعب الجراحي للأعضاء التناسلية الأنثوية؟ مرة أخرى ، قد يكون أو لا يكون من المفاجئ العلم بأن كل طبيب وباحث تقريبًا يتساءل حول هذه الموضة المتنامية يشير إلى الوسائط الجنسية والمواد الإباحية بأصبع الاتهام على الأقل، وفيما يلي بعض مقتطفات الخبراء:
“يخشى بعض الخبراء من أن المواد الإباحية والصور التي يتم عرضها عبر وسائل التواصل الاجتماعي تدفع الفتيات الصغيرات إلى الحصول على تصورات غير واقعية حول شكل أعضائهن التناسلية.” [6]
“إنها [باكيتا دي زولويتا ، طبيبة عامة] تلقي باللوم على الصور غير الواقعية التي تتعرض لها الفتيات من خلال المواد الإباحية ووسائل التواصل الاجتماعي.” [6]
“تؤكد حسابات وسائل الإعلام الرائجة أن عددًا هائلاً من النساء يخضعن لجراحة تجميل الشفرين، وأن شعبية الإجراء تحركها تغلغل المواد الإباحية أو جمالياتها في المشهد الإعلامي السائد (Drysdale ، 2010 ؛ Jacob ، 2013 ؛ Newton ، 2012).” [7]
بعد تمشيط الإنترنت للحصول على أدلة إحصائية على أن المواد الإباحية قد أثرت بالفعل بشكل مباشر على زيادة إجراءات جراحة الشفرين ، تقول غالبية الأبحاث التي أجريت أنه لا ! لا تشكل المواد الإباحية عاملاً مباشرًا وموثوقًا. ومع ذلك ، فإن الكثير من هذا البحث سبق السنة 2013 (السنة السحرية عندما شهدت ASAPS زيادة فلكية في إجراءات جراحة الشفرين) ، وعلاوة على ذلك ، أثبتت “المواد الإباحية” أنها عامل متغير عسير.
على سبيل المثال ، أوجدت إحدى الدراسات أن استخدام المواد الإباحية ليس مؤشرا موثوقا به على عدم الرضى بشكل الأعضاء التناسلية بين النساء مما يؤدي إلى اللجوء لجراحة الشفرين ، لكنها وافقت على أن المواد الإباحية يمكنها في الواقع أن تغير نظرة المرأة حول ما هو “طبيعي” بسبب الصور المعدلة بكثافة. ناهيك عن ذلك ، أقرت الدراسة بالاعتراض على الذات – “بداية النظر إلى الذات كـ “شيء” بسبب انطباعات الوسائط الجنسية” – كمؤشر موثوق به على عدم الرضى حول شكل الأعضاء التناسلية؛ مما يؤدي إلى اللجوء لجراحة الشفرين. [7] هل ترى ما نراه أنه القاسم المشترك لهذه الجراحة المجتاحة والموجعة وغير الضرورية إطلاقا على العموم؟
الجاني الآخر!! نقص التعليم.
هناك اعتبار آخر شائع ارتفاع إجراءات الجراحة التجميلية للأعضاء التناسلية بين الفتيات الصغيرات سنا (اعتبار من شأنه أن يسير جنبا إلى جنب مع الأول) هو أنه عندما لا يتعلم الأطفال / المراهقون حول أجسامهم البالغة، يسمح الآباء بشكل أساسي لتجارة الإباحية أن تعلمهم ذلك. [1] ثم تُترك الفتيات الصغيرات لتفسير تغيرات أجسادهن مقارنةً بالصور المعدلة بالفوتوشوب (من جديد) والمبهجة والجنسية الموجهة إليهن عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وعندما تصبح هؤلاء الفتيات ناشطات جنسياً ، فإنهن لا يفسرن ملاحظاتهن ومقارنتهن فحسب ، بل يفسرون أيضًا ملاحظات شركائهن:
وكتبت راشيل سيمونز ، صاحبة مقال “لماذا أكثر الفتيات في سن المراهقة يحصلن على جراحة تناسلية Why More Teen Girls Are Getting Genital Surgery “: “في الوقت نفسه ، قد يتراجع الشباب الذين يستخدمون الإباحية للتعرف على الأعضاء التناسلية للإناث عندما يقابلونها فعليًا في الحياة الحقيقية ، مما يلحق الضرر بالذات لدى الفتاة الجنسية”. “ليس من المستغرب إذن أن تصدق الكثير من الفتيات أن هناك خطبا ما بأجسامهن.” [1]
والبعض – بسبب ما قد يكون مائة من التأثيرات المختلفة – يخترن “التصحيح” الجراحي وتغيير الأجزاء الأكثر حميمية من أجسامهن بشكل دائم، والاتجاه يحتاج ليس فقط مزيدا من البحث ، بل بديلا عمليا كذلك:
ونقل عن زولويتا قولها في مقال لهيئة الإذاعة البريطانية الشهر الماضي: “ليس هناك تعليم كاف، ويجب أن يبدأ التعليم في سن باكر، موضحا أن هناك مجال فروقات تمامًا كما هو الحال في اختلاف ملامح وجوهنا، كلنا نبدو مختلفين في مناطقنا الحميمة، وهذا أمر جيد.” [6]
والبعض – بسبب ما قد يكون مائة من التأثيرات المختلفة – يختارون “تصحيحا” جراحيا وتغيير الأجزاء الأكثر حميمية من أجسامهم بشكل دائم، والاتجاه يستحق ليس فقط مزيدا من البحث ، ولكن بديلا عمليا:
لماذا هذا مهم؟
تؤثر تجارة الإباحية البالغة 97 مليار دولار على الجيل الصاعد للتشكيك في قيمة أجسامهم، وليس ذلك فحسب ، بل إنها تؤثر عليهم للاعتقاد بأنهم ليسوا بصحة جيدة أو طبيعيين بطريقة أو بأخرى، والصور المثالية غالبًا ما تكون محسنة جراحًيا في المواد الإباحية، ويمكنها أن تجعل المستهلكين يشعرون بعدم الرضى وانعدام الجاذبية، وأن أجسامهم غير مرغوب فيها.
نحن نقاتل؛ لأنه لا ينبغي لأحد أن يشعر أنه يجب أن يكون له جسم مؤدٍّ للإباحية ليكون جميلًا ومطلوبًا. كمقاتلين ، يجب أن نتحدث عن الحقيقة ، ونواصل الحديث حول أن المواد الإباحية ليست أبدا تسلية غير ضارة. انضم إلينا في القتال من أجل معرفة الحقيقة: بالنسبة لكل من الذكور والإناث ، فإننا نستحق أفضل من الأكاذيب المبالغ فيها والمعدلة والتي تبيعها الإباحية حول جسم الإنسان والحياة الجنسية الصحية.
مراجعة: محمد حسونة
ربنا معاكم بجد ده أفضل موقع شوفته من سنين انتم بتناقشو أخطر موضوع في الحياه الان لكل الاجيال