
.
أدى الارتفاع المأساوي في وفيات ممثلي الأفلام الإباحية إلى مطالبة الأخصائيين في هذا المجال بالمساعدة فيما يجب أن يتم فعله لزيادة خدمات الصحة العقلية لمن يحتاجها . و قد استجاب موقع إباحي للأزمة بإنشاء خط ساخن مجاني ، ولكن هل يكفي حقا لمعالجة سُمية هذه الصناعة ؟ جواب قصير: لا ، بالتأكيد لا .
وقد أطلق الموقع الإباحي ” خدمة التدخل في الأزمات ” استجابة للمخاوف المتزايدة بشأن الصحة العقلية للممثلين الإباحيين .
كان الرقم الأخضر مخصصا للصحة النفسية والدعم المعنوي للممثلين حصرا، لكنه الآن فتح أبوابه لجميع المنخرطين في الإباحية. العاملون بهذا الخط الهاتفي يستقبلون المكالمات، يجيبون على البريد الإلكتروني، ويكتبون سلسلة من المنشورات التي تضم معلومات عن الصحة النفسية موجهين تركيزهم للعاملين بالإباحة خصوصا.
يقول “S.D “المسؤول التنفيذي الأول في الموقع ، ان اهتمامهم الأكبر منصب على معالجة الممثلين الإباحيين الذين يكافحون للحصول على دعم بدون حكم.
وأضاف ” ما نعرفه هو أن الممثلين الإباحيين يواجهون تحديات معينة والتي تجعل وصولهم إلى الدعم صعباً، مثل وصمة العار والخجل من المعالجين الصحيين والخزي الداخلي الذي قد يدفعهم إلى الاعتقاد بأنهم لا يستحقون رعاية لصحتهم.”
وقد جاءت هذه المبادرة بعد وفاة خمس ممثلات إباحية في أقل من ثلاثة أشهر.توفيت واحدة أثناء إعادة التأهيل في يناير الماضي، والثانية بسبب العدوى التي انتقلت إليها والتي أدت إلى فقد الدم لوظيفته في نقل المواد وتغذية الخلايا والأنسجة، والثالثه انتحرت في عمر الثالثة و العشرون فقط في 6 ديسمبر الماضي بسبب المضايقات التي تعرضت لها عبر الإنترنت، و توفيت الرابعة بسبب جرعة زائدة من المواد المخدرة، و الخامسه سبب الوفاة غير معروف إلى الآن. حزنت قلوبنا علي هؤلاء الشباب بسبب ما فعلوه في أنفسهم و مشاعرنا مع عائلاتهم ومحبيهم لأنهم مستمرين في محاولة التأقلم مع خسائرهم و تحمل أخطاء ذويهم.
أثارت سلسلة الوفيات هذه محادثات حول الصحة العقلية في صناعة الإباحية.على وجه الخصوص نظره المنتجين والمخرجين و المعجبين و وصمة العار المجتمعية وطريقة معاملتهم للممثلين الإباحيين
.
الصحة العقلية للممثل الإباحي
ليس كل ممثل إباحي يصارع من أجل الصحة العقلية ولكن البعض يفعل. وليس كل ممثل إباحي يقول بأنه يكره مهنته وأنه يشعر بالسوء أثناء التمثيل ولكن الكثير منهم يخشون التعبير عن شعورهم ومعاناتهم الحقيقة بسبب خوفهم من عدم الحصول على عمل آخر. ولا تأخذ كلامنا كما هو واستمع إلى الخبرات والتجارب الحقيقه لهؤلاء الممثلين.
قالت الممثلة الإباحية ” R ” والتي بدأت في هذا المجال في التسعينات من القرن الماضي ” أن المرء اعتاد أن يختار الشخص الذي يعمل معه و العمل الذي يقوم به ، ولكن في هذا المجال لا يسمحون لك بذلك ، و يميلون إلى المشاهد الخشنة الغير عادية دائما والتي يجب أن تؤثر على العقل بشكل كبير.
وأخرى تدعي “G.G ” وهى ممثلة متقاعدة والتي كانت ذاهبة إلى حفلة إباحيه وشعرت “بالعبودية الخفيفة ” التي أثرت عليها لأنها كانت مقيدة في الجزء الخلفي من شاحنة تفريغ مع بعض الكؤوس و مشابك الغسيل و الحبال. وكادت أن تنتحر بسبب هذه التجربة ولكنها بالكاد عدلت عن قرارها هذا.
وأضافت “أردت فقط أن أتناول رصاصة أثناء عودتي للمنزل وكنت أبكي واخبرت زوجي انني لم اعد استطع ان اعمل. يريد المنتجون دائما تصوير هذا الخوف لأن هذا ما يريده المشاهدون ، لا يهتمون بصحة الممثلات إنما المشاهدون من يهتمون لأجلهم.
طبقا ” G.G” جزء من اللوم يوضع ايضا على المشاهدون الذين يدفعون طلبا لهذا المحتوى بالنقر على محرك البحث والاشتراكات في هذه المواقع وقالت بأن هناك بعض المرضي الذين يريدون هذا بعض الأشياء السيئة حقا و المشكلة ان لا احد يهتم بهؤلاء الممثلات ، انهم معدومي الإنسانية.
أما حالة ” M.G ” الممثلة الإباحية الأسترالية والتي رفضت القيام بمشاهد إباحية مع ممثل سبق له القيام بمشاهد شذوذ جنسي خوفا من الإصابة بالأمراض المنقولة جنسيا ، بعد يومين تم العثور عليها ميتة في منزلها بكاليفورنيا وقالت الفاحصة الطبية أنها قتلت نفسها.
وهناك ” M.M ” والتي رفضت مثل ” M.G ” و قالت أنها ستعمل فقط مع الواقي الذكري تلقت ردا مماثلا.
لترى ذلك عندما نرسم خطا في الرمال لنقول ” لا .. أنا أؤيد استقلالي و صحتي الجنسية ” لكن هذه الصناعه لن تسمح لك باستعادة حياتك الخاصة مرة أخري .. إنها مواجهة وتحدي لا يصدق.
يمكن أن يؤدي هذا النوع من الضغط و المضايقات الإلكترونية إلى مشكلات صحية وعاطفية خطيرة. لحسن الحظ ، يتم التخلص من وصمة العار التي تخص الصحة النفسية في المجتمع ببطئ ، ويسعى عدد أكبر من الناس في كل مكان للحصول على المساعدة التي يحتاجونها.لكنها خطوة أبطأ بالنسبة للممثلين الإباحيين بسبب الشعور بالخزي والعار الإضافي. وهذا الخط الساخن المجاني هو الملجأ لهؤلاء الذين يحتاجون إلى مساعدة
.
ولكن هناك مشكلة أكبر ..
في الوقت الذي بدأ فيه الممثلون الإباحيون في إيجاد الدعم المناسب -لأنهم بشر أولا وأخيرا ليس فقط أجزاء يتم تصويرها – لا يمكن لخط ساخن واحد فقط حل المشكلة من جذورها و معالجة الإستغلال من قٍبل هذه الصناعة التي لا تهتم لرفاهيتهم.
لا شك بأن تأسيس هذه الأنظمة ومؤسسات التوعية بالصحة العقلية يعد أمرا إيجابيا بل حاسما أيضا ، ولكن هل يغير كل ذلك حقا من صحة الممثل الإباحي وكرامته ام تقابل هذه المؤسسات بالتجاهل والإهمال ؟ لا يغير ذلك من أن صناعة الإباحية لا تتماشى مع صحة وسلامة الممثل ، ولا تغير زيادة الطلب على المحتوى العنيف والمهين والذي يدفع الممثلين الإباحيين إلى أداء مثل هذه الأشياء.
تكمن المشكلات الأكبر في أن الكثير من الممثلين الإباحيين لا يعرفون أو يدركون حقا مدى ما ينضمون إليه عند دخولهم إلى عالم الإباحية لأول مرة. وحتى إذا قرأوا علي الورق أنهم سوف يكونون عدوانيين و مبالغين في الجنس أمام الكاميرا ، فإنهم لا زالوا لا يمتلكون التفاصيل الكاملة لما قد يحدث بعد ذلك ، أو الخلل العقلي الذي سوف يصيبه.
على أية حال هناك فرق بين الموافقة والموافقة المستنيرة ويمكن تحريف و استبداد أي منهم في أي وقت لأي سبب. إذا لم يتم إبطال هذه الأشياء حقا، فهي ليست موافقة.
عندما يقوم الممثل بالتوقيع للعمل في هذه الصناعة ، فإن الكثير منهم لا يعرفون او يفهمون حقا ما الذي قد يحدث فيما بعد ، من الاعتداء الجنسي والإساءة الجسدية والإكراه والإصابات والمرض و صعوبة الحصول على عمل آخر مختلف بعد ترك الإباحية ، و المشكلات الصحية والقلق والاكتئاب من بين العديد من التحديات الأخرى. نحن نعتقد بأن كل ممثل إباحي إذا تم إعلامه بالمخاطر المتعلقة بصناعة الإباحية ، فإن عدد قليل (إن وجد) سيوافق على التسجيل.
ولماذا سيعرفون أياً من هذه المعلومات المخيفة حول هذا العمل الممتع من وجهة نظرهم الذي يشتركون فيه ؟ لا تنسي أننا نعيش في عالم يجذب و يحتفل بصناعة الإباحية. يتم بيع أو الترويج للإباحية كأسلوب حياة مثير حيث يمكنك أن تكون الإله الجنسي اللي دائما ما ترغب أن تكون، والحصول على أموال نقدية سريعاً.
في حين أننا نعتقد أن الممثلين الإباحيين يستحقون أن يعاملوا كأشخاص وأنهم يستحقون المساعدة العقلية ، فإن الخط الساخن يفتقد معالجة سُم هذه الصناعة بشكل كامل.
إن وجود خط ساخن للمكافحين من الممثلين ضد الإباحية بدون معالجة قضية نزع الإنسانية والإذلال و التدهور مثل محاولة إخماد حريق هائل باستخدام كوب صغير من الماء.. لن تعمل على حل المشكلة وفي النهاية
ستكون مسألة وقت قبل أن تدمر الإباحية نفسها و تضر بالرجال والنساء و المراهقين الضعفاء في هذه الصناعة.
إن الضرر الذي تلحقه الإباحية للمشاهدين والممثلين كبير جدا ولا يمكن قياسه ، و يعطينا فكرة عن مدى الضرر الذي أصاب المجتمع أيضا
.
اشترك وتدخل
اختر التحدث ضد الإستغلال الجنسي. شارك هذا المقال للمساعدة في النشر و التوعية حول واقع صناعة الإباحية.
أيضا عن طريق إقامة محادثات حول وقف الطلب على الإستغلال الجنسي. يمكنك إطلاق محادثة ذات مغزى حول أضرار الإباحية وإلهام التغيير في حياة الأفراد والعالم أيضاً. هل أنت معنا؟ …
ترجمة: سعد الشناوى