
ما الفرق بين مليونير يعيش في قصر منيف، ويقود السيارات الفارهة، وشخص استأجر شقة ويقود سيارة مكسورة إلى وظيفة تأخذ جل وقته من التاسعة الى الخامسة؟
ما الفرق بين شخص يسافر في العالم ويعيش تجارب رائعة ويعيش إحساس المغامرة، وشخص آخر يجلس في المنزل، مكتفياً بالتقليب بين يوتيوب ونيتفلكس للأفلام، متمنياً كل يوم حياة مختلفة؟
ما الفرق بين شخص استسلم للإدمان وجعل كل حياته وخواطره تدور حول الإباحية وبين آخر قرر أن يتعافى ويغير حياته .
لماذا؟ وكيف يمكن أن يحدث ذلك؟ كيف تكون عقلية كلا منهما؟ ما هي خطواتنا الأولى لتحقيق الأفضل؟
هل هي الظروف التي تؤثر، أم المحيط المؤثر، أم العلاقات صاحبة الأثر في صنع الاختلاف بين هذهالنماذج من الناس.
هناك أسئلة تقفز في رأسي بينما أنا أشاهد فيديوهات وأفلام عن أناس كان لديهم ذات مرة بضع دولارات في جيوبهم وهم الآن يجوبون العالم، ويصنعون أعظم الذكريات وهم بعيدون كل البعد عن الفقر.
ما هو الجامع المشترك بين كل هؤلاء الناس؟ نعم العمل الجاد، وكذا المثابرة هي الأساسيات، ولكني أشعر بأن هناك ما هو أعمق من ذلك، لابد من وجود شيء يجمع هذا النوع من الناس سوية هذا ما أرقني لسنوات، وأنا أكافح شعور الملل في الحياة، شاعراً بأنني لم أعش بكامل قدراتي التي لطالما كنت مقتدراً على أكثر منها، كيف أنه كان بالإمكان أن تتحول حياة عادية إلى حياة صادقة ولكني لم أفعل!..
أظن أنني وجدت الجواب بينما أشاهد أفلاما جديدة. فدراسة الخواص النفسية لبعض الصفات المميزة للشخصيات كثير منهم يتعلم أن يعيش بعفوية، لا يخططون أبداً، لا يلقون بالاً للموت، ولا يهتمون لما يفكر به الناس. فهم يتبعون ما يمليه عليه قلبهم لكن بحكمة وثبات فهم يتبعون أحلامهم لتحقيق الأفضل .
الأدوار الرئيسة في هذه الأفلام كلهم احتووا عقلية لا تهاب الفقد أو خسران ما تملك، وذلك لأنهم لا يقدرون الأشياء المحسوسة، أو أنهم ينحتون الصخر فلا شيء يفقدونه. ربما لأنهم ليس لديهم ما يخسرونه بداية، بكلمة أخرى لم يتحسسوا العالم الفيزيائي. هم عاشوا به فقط. وقاموا بما شعروا به بدون العوز المادي لأنهم لم يتلمسوا المال. لم يكونوا خائفين من الموت، أو الكراهية، ولم يكن لهم أيضاً خطة. الخطة هي نوع من محاولتنا للسيطرة أكثر على العوالم. فبدون أحدهم، سنشعر بالتعرض للهجوم، الحرص والمخافة والضياع.
أنا أؤمن بأن في العالم أشياء نوليها اهتماما أكثر ، مكانتنا ومالنا وحياتنا كأشياء ربطنا أنفسنا بها. بدون هذه الأشياء يمكننا أن ننظر أعمق وننظر إلى ما نحن عليه حقيقة، والتي قد تكون مخيفة.عالمنا يدور حول هذه الاشياء. ونحن نسعى حثيثاً لهذه الأشياء.
الآن هذه الأشياء والتي تطارد حياتنا لها قوة علينا، بإمكاننا أن نشعر بالخشية أو أننا مدفوعون أو مهددون (بالمال أو الحالة الراهنة).
عندما تضع الكثير من القيمة للسمعة، والحياة والمال، تصبح من السهل أن تكون مهددا لأنك تضعها على المحك خشية أن تضيع. هذه الأشياء وهم.. خوف موهوم .. فتصبح مثل نمر حوله سياج ! أو أسدا يقاد بقيد ، شيئ نفسي جعل حولنا قيوداً فكرية لتبقينا تحت وطأتها الآن ماذا لو حدث أن تركنا هذه الأشياء تمضي.. ماذا يمكن أن يحدث إذا لم تكن قد أوليت اهتماماً للقيد؟ ماذا لو كنت قد لم تهتم بالموت، كهدنة.
إذا توقفت عن الاهتمام بما قاله الناس عنك، فلن تخاطر بسمعتك وأحلامك كما تظن ، بل بالعكس لو أنك بقيت على حالك دون تعافي فلربما تضررت سمعتك بالفعل ، اذا لم تهتم بالمال فإن الأفكار البديلة سوف تبدأ بالظهور في الرأس وسوف تحقق أحلامك .
عندما تتوقف عن اللعب طبقا لقواعد الحياة والمجتمع الرتيبة وتفكر خارج الصندوق عندها لن يكون هناك شخص يمتلك شيئاً ما ليهددك به إنها شاقة فقط في البداية لكن دعنا نقول أنك ستمتلك الفرص لتحقيق ذلك ..
إذا فقدنا الاهتمام بكل ما يجعلنا بشراً مسيطراً عليهم، يمكن أن يعطينا ذلك القدرة على الخروج من حياتنا اليومية المدمرة، والحصول على الحياة اللائقة بشرط أن نتصرف بإمكانياتنا الكاملة التي التهمها وقيدها الإدمان. الرجل الذي يتبع هذه الطريقة لا يهاب الموت، ولا يخشى حتى على سمعته أو ماله ولا يلقي بالاً لما يقوله الناس. اهتمامه منصب على أن يكون أفضل شخص وبإمكانه فعلا أن يكون.
ترجمة مهندس سامر عيان من مذكرات شاب حول التعافي بتصرف يسير