
يتمتع الكثير من المراهقين الأمريكيين بإمكانية استخدام منتظم للهواتف الذكية -وبالطبع- تطبيقاتها، والتي تمنحهم قدرة ومعلومات ومتعة آنية بمجرد استخدام أطراف أصابعهم.
في السنوات الأخيرة كان على الآباء أن يُلائموا ويُطوِّروا مهاراتهم كآباء في التحدث مع أبنائهم؛ ليتسنى لهم إجراء محادثات حول الاستخدام المناسب للهواتف الذكية مع أولادهم، ولكن أثارت دراسة حديثة قامت بها جريدة جاما لطب الأطفال جدلاً محلياً بشأن محادثة جديدة على الآباء إجراؤها مع أبنائهم، ألا وهي: المراسلات الجنسية.
المراسلات الجنسية هي إرسال الجنسيّ من الصور، والرسائل، ومقاطع الفيديو، والبُرُد الإلكترونية الرقمية إلى الآخرين، ويشار إلي الرسائل بالرسائل الجنسية بالجمع بين مصطلحي اللغة الانجليزية sex و texting. وبما أن باستطاعة أي شخص أياً كانت سِنُّه ممارسة التراسل الجنسي طالما أنه يمتلك هاتفاً ذكياً، فإن انتشار المراسلات الجنسية بين المراهقين قد زاد بشكل هائل، حيث أرسل واحد من كل سبعة مراهقين صورة جنسية، وواحد من كل أربعة مراهقين قد استقبل واحدة بدوره. ويرى البعض أن تطبيقات وسائل التواصل الاجتماعي أيضاً لعبت دوراً في تصاعد المراسلات الجنسية، بوجود منصات مثل سناب شات، والتي تعزّز مفهوم الشعور بالخصوصية عن طريق إخفاء الصور بعد ثوانٍ معدودة.
وطبقاً للدراسة فإن 12% من المراهقين قد أرسلوا رسالة جنسية دون (رضاهم)، واستقبل 8.4% رسالة جنسية دون (رضاهم). فطالما أن الهواتف الذكية بحوزة المراهقين طوال الوقت، فباستطاعتهم إرسال الرسائل في أي وقت ومن أي مكان، ظناً منهم أن الستار مسدلٌ على أفعالهم وبالتَذَرُّع بضغط الأقران.
ومن منظورها كطبيبة أطفال وكأم تشارك معنا د.د.كانديس داي، الأستاذة المساعدة بقسم طب الأطفال بجامعة ألاباما بمدينة برمنغهام توصياتها حول كيفية مناقشة هذا الأمر مع أبنائك.
س: ما الذي على الآباء معرفته عن المراسلات الجنسية؟
ج: د.كانديس: على الآباء إدراك أن المراسلات الجنسية حقيقة وليست ضرباً من الخيال، وأن ابنهم قد يكون ممارساً لها في مرحلة ما. يجب ألا يكونوا سذجاً ظانين أن ابنهم يعرف بالفعل كل شيء عن هذا المضمار، أو باعتقادهم أنه لن يقدم أبداً على إرسال أو استلام صورة جنسية. إنها تجربة جديدة لكثير من الآباء، فبينما يبدأ أبناؤهم المراهقون باتخاذ قرارات مستقلة، ويزاولون حياتهم الإلكترونية، فإنه من المهم أن يتحدثوا معهم بهذا الصدد، وأن يكون الحوار مفتوحاً؛ حتى يشعر الأبناء بالاطمئنان وهم آتون للحديث مع آبائهم.
س: بم يجيب الآباء أبناءهم المراهقين بخصوص عواقب استخدام المراسلات الجنسية؟
ج: د.كانديس: إنه من المهم أن يوضح الآباء لأبنائهم المراهقين كل عواقب المراسلات الجنسية المحتمل حدوثها، بدايةً من مجرد رسالة تُنسخ وتُرسل إلى صديق ما، ووصولاً إلى صورة تُرسل لمستقبلين غير مقصودين.
يجب على المراهقين أن يعوا بدورهم احتمالية تعرّضهم لتبعات قانونية إذا نشروا أو أرسلوا صوراً غير لائقة دون موافقة المعنيين بالصور، وبالرغم من ذلك فعلى الآباء أن يوصوا أبناءهم بقوة ألا يرسلوا أو يعرضوا أي محتوى خاصاًَ بغيرهم يثير التساؤلات عنهم البتة.
إن أفضل نصيحة قد يسديها الآباء هي حثُّ أبنائهم على عدم المشاركة في المراسلات الجنسية وحذف الرسائل الواردة -إذا كانوا هم مستقبلي الرسالة- وعدم الرد عليها أو المشاركة في المحادثة مع المرسل.
س: هل يجب أن يختلف شكل المحادثة باعتبار جنس الابن؟
ج: د.كانديس: أعتقد أن المحادثة المبدئية والعامة هي نفسها مع الطفل/ الطفلة أو المراهق/ المراهقة على السواء، ومع ذلك -وبشكل نمطي- فإن إرسال الفتيات للصور هو الأكثر احتمالاً، والفتية معرضون أكثر لخطر استقبال وإرسال صورة لأناس آخرين، ولذا على الجميع أن يكونوا أكثر حذراً عندما يتعلق الأمر بطريقة استخدامهم لهواتفهم. ولكن النصيحة في نهاية الأمر هي نفسها: لا تنخرط في هذا السلوك ولا تشارك فيه.
س: كيف يستطيع الآباء إبقاء عين الرقابة على عادات أبنائهم المتعلقة بوسائل التواصل الاجتماعي والمراسلات النصية دون فقدان ثقة أبنائهم بهم؟
د.كانديس: عادةً ما يكون الآباء هم من يبتاعون هواتف أبنائهم؛ وبناء عليه فلهم حق التصرّف بهذا الشأن. الآباء بحاجة لتفقد هواتف أطفالهم من حين لآخر، فضلاً عن إمكانية تقييد إمكانيات وصولهم -لمواقع معينة على سبيل المثال- باستخدام مختلف بارامترات المراقبة. وأوصي بأن يُسَلِّم أي طفل أو مراهق هاتفه لأبيه أو أمه -أو ولي أمره بصفة عامة- في المساء؛ وبهذا لا يذهب إلى سريره وهاتفه بحوزته؛ مما يساعده على النوم، والأهم أنه سيقطع الطريق على سلوكيات آخر الليل غير اللائقة.
من الجيد أيضاً وجود أخ أو أخت أو ابن عم أو أي من أقرباء المراهق ممن له تأثير جيد على المراهق؛ مما سيسهل مراقبة سلوك المراهق الرقمي. فإذا كان هذا الشخص صديقاً للمراهق على مواقع التواصل الاجتماعي، فبإمكانه أيضاً أن يكون عيناً إضافية على تصرفات المراهق دون الحاجة إلى تتبع الأبوين المباشر لسلوكيات ابنهم على مواقع التواصل الاجتماعي.
في نهاية المطاف -وعلى الرغم مما ذكر أعلاه- فإن أهم ما في الأمر هو تعزيز الحوار المفتوح مع أبنائك في بيئة مريحة ومعرفتهم أنك بجانبهم تستمع إليهم، وتناقش معهم أفكارهم في أي وقت تواجههم فيه مشكلة أو يحتاجون للتحدث.
ترجمة: يوسف محمد عز العرب
مراجعة: محمد حسونة