
كثيرًا ما تتعامل المؤسَّسات الإعلامية الإخبارية مع القضايا المحدَّدة التي تخصُّ سلامة الإنترنت على أنَّها نزوات عابرة، فبعد أن كانت تُشكِّل تلك القضايا موضوعات ساخنة، باتت تُمثِّل “أخبارًا قديمةً” على الرغم من مخاطرها وتهديداتها المُستمرّة. ولقد شهدنا ذلك في المواد الإباحية ومُستهدفي الأطفال // مواقع سيئة أو أشخاص يستغلّون الأطفال ويستهدفونهم// ومخاطر غرف المحادثة والالتقاء بالغُرباء، ومُؤخَّرًا في تبادل المحتويات الجنسية. إنَّ الموضوع الأكثر سخونة اليوم هو التنمُّر الإلكتروني، ولكن نظراً لطبيعة الدورات الإعلامية لدينا، تعيَّن علينا أن نتوقّع انضمام ذلك إلى صفوف “الأخبار القديمة” بحلول نهاية العام. ولا يعني هذا أنَّ هذه المواضيع لم تعد تُمثّل تهديدات مستمرة، بل إنَّها وببساطة باتت تفقد اهتمام وسائل الإعلام
.
ما هي خسائر المواد الإباحية على شبكة الإنترنت؟
كانت المواد الإباحية على الإنترنت الموضوع المهم الأول في مجال الأمان على الإنترنت عند صناعة الأخبار، وقد ظلت إلى حد كبير غير مرغوب فيها من جانب الصحافة الشعبية منذ ذلك الحين. إلا إن هذا لا يعني اختفاء المشاكل والخسائر في الوقت الحالي، أو أن الأمر كان مجرد قضية بين المتعصّبين اليمينيين. في الواقع، صدرت أبحاث مهمة عن الدوائر الأكاديمية تشير إلى أنَّ المواد الإباحية على شبكة الإنترنت لا تخلو من الخسائر الاجتماعية والاقتصادية الكبيرة.
الخسائر الواقعة على المجتمع بسبب المواد الإباحية
إنَّ الخسائر الاجتماعية المترتّبة على إنتاج المواد الإباحية هائلة. وتقدر الخسائر المالية لإنتاجية الأعمال في الولايات المتحدة وحدها بمبلغ 16.9 مليار دولار سنويًّا؛ ومع ذلك يُعدُّ حجم الخسائر البشرية، وخاصَّة بين شبابنا وأسرهم، أكبر بكثير.
وفقًا لما صرَّح به باتريك اف فاجان، الطبيب النفسي ونائب مساعد وزير الصحة والخدمات الإنسانية السابق “يوضح تقريران حديثان، أحدهما صادر عن الجمعية النفسية الأميركية بشأن الفتيات اللاتي يتعرَّضن لفرط النشاط الجنسي والآخر الصادر عن الحملة الوطنية لمنع الحمل في سنِّ المراهقة، حول المحتوى الإباحي من خلال الرسائل النصّيّة عبر الهاتف بين المراهقين، أن الأطفال الأصغر فالأصغر سنًّا يقومون باستخدام الثورة الرقمية في كسر الحواجز؛ مما يحول الحياة الجنسية إلى حياة عائلية.
تُلحق المواد الإباحية الضرر بالبالغين والأطفال والأزواج والأسر والمجتمع، وتعوق المواد الإباحية تطوُّرَ الحياة الجنسية الصحية بين المراهقين، كما إنَّها تُشوِّه السلوكيات الجنسية والواقع الاجتماعي بين البالغين. ويُؤدِّي استخدام المواد الإباحية في الأسر إلى عدم الرضا عن الحياة الزوجية والخيانة الزوجية والانفصال والطلاق”.
الخسائر التي تُسبِّبها المواد الإباحية في أماكن العمل
في فبراير 2010، كان عدد الأشخاص الذين يستخدمون كمبيوتر العمل لزيارة المواقع الإلكترونية ذات التوجُّه الجنسي مرتفعًا بنسبة تصل إلى 28% وفقًا لبحثٍ أجرته شركة نيلسن ميديا ريسيرش // شركة أمريكية للمعلومات والبيانات والقياس//. وكان متوسِّط زيارات المواقع الإباحية من كمبيوتر العمل حوالي 13 دقيقة. وخلال الشهر، تمَّ تقدير متوسِّط الوقت الذي يقضيه العامل في هذه المواقع بنحو ساعة و38 دقيقة.
وفي حال استفدنا من بيانات مكتب إحصاءات العمل في 30 مارس 2012 الذي يحسب متوسط الأجر بالساعة عند 23.23 دولار، ثم ضربنا في ساعة و38 دقيقة، فإنَّنا سنشهد خسارة تبلغ 38 دولارا/ شهر تقريبًا لكل موظف نتيجة لاستخدام المواد الإباحية في مكان العمل. اضرب ذلك في 12 شهراً، تجد خسارة سنوية قدرها 456 دولارًا عن كل موظف يشاهد المواد الإباحية.
بلغ عدد الموظفين الأمريكيين الذين أفاد بهم مكتب إحصاءات العمل في 30 مارس 2012 حوالي 132 مليون موظف. وإذا قسمنا هذا على 28% من الموظفين الذين يستخدمون كمبيوتر العمل لزيارة المواقع الإباحية، يتضح أن 37 مليون موظف يشاهدون المواد الإباحية في مكان العمل.
(ملاحظة: هناك العديد من الطرق لتقليل هذا الرقم، على سبيل المثال من خلال استبعاد بعض فئات العمالة، ولكن نبقيه بسيطًا من أجل الممارسة).
ومن ثم، فإذا كان 37 مليون موظف يشاهدون متوسط حجم المواد الإباحية التي ذكرتها شركة نيلسن ميديا ريسيرش، فإن خسارة الإنتاجية السنوية للشركات تبلغ 16.9 مليار دولار أميركي
.
إحصاءات المواد الإباحية على الإنترنت في الولايات المتحدة
وإليكم بعض أكثر الإحصاءات المتاحة مصداقية اليوم حول المواد الإباحية على شبكة الإنترنت
حجم المواد الإباحية التي يمكن الوصول إليها عبر الإنترنت
إنَّ حجم المواد الإباحية المتاحة على شبكة الإنترنت مذهل. وكما يُخبرنا علم الاقتصاد التمهيدي ومُحركات البحث ومُستودعات البيانات الأخرى على شبكة الإنترنت، فإنَّ سوق مثل هذه المواد ضخم للغاية.
كل ثانية:
- يشاهد 28,258 مستخدم صورًا إباحية على الإنترنت.
- يُنفق حوالي 3,075,64 دولارًا على إنتاج المواد الإباحية على الإنترنت.
- يكتب 372 شخصًا كلمة “للكبار فقط” في محرك البحث.
كل يوم:
- يُصوَّر 37 فيديو إباحيًّا في الولايات المتحدة.
- تُرسل 2. 5 مليار رسالة بريد إلكتروني تحتوي على المواد الإباحية أو تُستلم.
- تُجرى68 مليون عملية بحث عن المواد الإباحية ـ 25% من إجمالي عمليات البحث.
- تلَقِّي 116000 استعلام حول استغلال الأطفال في المواد الإباحية.
- صُنِّف حوالي 200 ألف أميركي على أنهم “مدمنون على المواد الإباحية”.
- يزور 40 مليون أميركي المواقع الإباحية بصفة منتظمة.
- تتعلَّق 35% من تنزيلات الإنترنت بالمواد الإباحية.
- تعرّض 34% من مستخدمي الإنترنت إلى تعرُّضٍ غير مرغوب للمحتوى الإباحي من خلال الإعلانات والإعلانات المنبثقة والروابط الموجَّهة بشكل خاطئ والبريد الإلكتروني.
- ثلث مُشاهدي المواد الإباحية من النساء.
ومن خلال التركيز على البيانات الكامنة وراء إنشاء واستهلاك المحتوى الإباحي، يصبح من السهل التغاضي عن المخاطر التي تواجه الناس. إنَّ الحجم الهائل للمواد الإباحية المتاحة على شبكة الإنترنت هو مجرد جانب واحد من قضية أكبر يُعاني منها المجتمع
.
كيف يضر استخدام المواد الإباحية في الإنترنت المُراهقين؟
ومن مجالات الدراسة المهمة بين خبراء التنمية هو أثر المواد الاباحية على المراهقين والشباب.
- تزيد من احتمالات الحمل في سن المراهقة. المراهقون الذين يتعرَّضون للمحتوى الجنسي بصورة مُتكرّرة على التلفزيون لديهم احتمال حدوث الحمل في سن المراهقة بصورة أكبر بكثير، واحتمالات الحمل في سن المراهقة تصبح ضعفًا مضاعفًا عندما يكون حجم التعرُّض للمحتوى الجنسي في سلسلة المُشاهدة عاليًا.
- تعيق النمو الجنسي. إنَّ مشاهدة المراهقين للمواد الإباحية تصيبهم بالاضطراب أثناء مرحلة النمو حينما يكون عليهم تعلُّم كيفية التعامل مع حياتهم الجنسية وعندما يكونون أكثر عرضة لعدم اليقين بشأن معتقداتهم الجنسية وقيمهم الأخلاقية. يعد منع الأجهزة المُتّصلة بالإنترنت من الوصول إلى المواد الخاصة بالكبار بداية جيدة في إبقاء المواد الإباحية بعيدة عن متناول المراهقين.
- تزيد من خطر الإصابة بالاكتئاب. كما إن هناك علاقة كبيرة بين المراهقين وبين الاستخدام المتكرر للمواد الإباحية والشعور بالوحدة، بما في ذلك الاكتئاب الشديد.
- تخلق توقعات مشوهة تعيق النمو الجنسي الصحي. فالمراهقون المُعرَّضون لمستويات عالية من المواد الإباحية يصبح لديهم مستويات أدنى من احترام الذات الجنسي. فإبقاء الحديث مع ابنك حول التأثيرات المترتبة على المواد الإباحية يشكل ضرورة أساسية لمعالجة قضايا مثل الاكتئاب وقلة احترام الذات
- .
إحصائيات تأثير المواد الإباحية على العائلة/ الزواج
لا تنتهي التأثيرات السلبية المترتبة على المواد الإباحية بعد التنمية. وقد تكون ضارة بالأسر والزواج بنفس القدر.
- وطبقاً للائتلاف الوطني لحماية الأطفال والأسر في عام 2010، فإن 47% من الأسر في الولايات المتحدة ذكرت أن المواد الإباحية تمثل مشكلة في منزلهم.
- يزيد استخدام المواد الإباحية من معدل الخيانة الزوجية بنسبة تزيد عن 300٪.
- 40 في المائة من الأشخاص الذين تم تحديدهم على أنهم “مدمنو جنس” يخسرون أزواجهم، ويعاني 58% من خسائر مالية كبيرة، ويفقد حوالي 33 في المائة وظائفهم.
- 68% من حالات الطلاق تتضمن التقاء طرف ما بصديقة جديدة على شبكة الإنترنت، بينما يتضمن 56% من هذه الحالات طرفًا يعاني من اهتمام مُفرط بمواقع الإنترنت الإباحية.
إنَّ شبكة الإنترنت والترابط الذي تقدّمه للمجتمع مُفيدان من نواحٍ عديدة. ولسوء الحظ، بصفتنا شركة أمن إلكتروني نعلم جيدًا العيوب المرتبطة بالإنترنت. ونحن هنا للمساعدة من خلال تسهيل المحادثة حول الأمان عبر الإنترنت باستخدام الموارد أدناه، ومن خلال توفير أدوات أمن الإنترنت المنزلية لضمان عدم قدرة العناصر الضارة على البحث عنكم عبر الإنترنت
.
مراجعة: محمد حسونة