
.
في المؤتمر العالمي الذي عُقد في روما في 9 أكتوبر 2017 حول المخاطر الجنسية التي تواجه الأطفال في العالم الرقمي، حذر جرّاح الأعصاب الأمريكي البروفيسور دونالد هيلتون من التأثيرات المدمرة للإباحية على عقول الأطفال. كما شاطره أيضا بابا الفاتيكان “البابا فرانسيس” هذا القلق حين التقى الجمعة الماضية 150عضواً من الكونجرس الأمريكي وحثهم على اتخاذ إجراءات صارمة حيال هذا الخطر الذي يواجه العالم.
وذكر البروفيسور دونالد هيلتون ثلاثة أسئلة حيال هذا الموضوع وأجاب عنها فيما يلي:
س1 – ماذا يحدث في دماغ الطفل عند مشاهدة عدد كبير من الأفلام الإباحية؟
ج1- خلايا الدماغ تتغير مع التعلم وتعلم الإدمان ينحت الدماغ بطريقة ضارة جدا، ومن الممكن أن يؤثر بطريقة سلبية على بعض السلوكيات والتوجهات.
*مكافأة مثيرة مثل المواد الإباحية
* وسعادة مؤقتة جراء جرعة الدوبامين التي تُفرز عند مشاهدتها
* وتكوّن مسارات عصبية في الدماغ نتيجة لذلك
هذه تغيرات قوية للغاية لا يستطيع الدماغ أن ينساها بسهولة، وعند حدوث مثل هذا الأمر لطفل في الثانية عشرة من عمره فإنه سيندهش كثيرا وسيعجبه هذا الأمر ويثير انتباهه.
نشير أيضا أنه في بعض الأحيان قد يكون الأطفال خائفين، ولكن سحر المشاهدة ولذة الإثارة تتغلب على الخوف في نهاية المطاف.
كما يجدر التنبيه إلى أن الدماغ يريد شيئا واحدا: التجديد، والتغيير، يريد مشاهدة وجوه جديدة وأجسام مختلفة ومشاهد أكثر إثارة، لهذا كثير من الأولاد والبنات اليوم يلهثون وراء الأفلام الإباحية ويتصفحون المواقع الإباحية بالساعات للبحث عن مقطع مثير للاستمناء عليه.
مع الإشارة إلى وجود الكثير من الأدلة العلمية على أن الجنس ولا سيما الإباحية والعادة السرية يمكن أن يصل بالأطفال لمرحلة الإدمان.
س2- هل يمكن للأطفال الذين يشاهدون الإباحية أن يسعوا لتقليد ما يرونه؟
ج2- الإباحية تقتل الحب وتدمر القدرة على الشعور بالعاطفة حيال الجنس الآخر. والزج بالفتيات في سن المراهقة لممارسة الجنس الشرجي المؤلم مع الأولاد يكون بالإكراه – كما قالت دراسة حديثة لمجلة طبية بريطانية.
حيث 93 % من الشباب و62 % من البنات تحت سن أل 18 تعرضوا للمواد الإباحية على الإنترنت. وباستعراضنا لأكثر من 250 فيلم إباحي شهير وجدنا أن 88% من المشاهد تحتوي على اعتداء جسدي تجاه المرأة.
نشير أيضا إلى أن الرجال وصلوا لمرحلة رؤية المرأة الحقيقية مجرد فيلم إباحي غير مثير. وأصبحوا يفضّلون الخيال الموجود في الإباحية عن الواقع الذى يجدونه مع زوجاتهم، حتى غير المتزوجين منهم من صار يفضل الإباحية عن إقامة علاقة حقيقية مع امرأة من خلال الزواج، أيضا أفلام الواقع الافتراضي ” virtual-reality porn ” بدأت في الظهور بالتزامن مع ظهور هذه التقنية الرائعة التي تستخدم للمحاكاة. نعم هي مكلفة جدا ولكن الكثير من منتجي الإباحية يستثمرون هذا الآن. فثقافة الإباحية بلا شك تؤثر سلبا على الجميع!
س3- هل من الممكن أن نعتبر الشباب والبنات – الممثلين الذين يعملون في صناعة الإباحية و تربوا على هذه الثقافة – ضحايا أيضا؟
ج3- الإباحية هي صناعة استغلالية جدا حيث يتم استخدام فتيات صغيرات في السن لمدة سنتين حيث يتم تصنيفهن لثلاث فئات: Aو B وC وبمرور الوقت كلهن يصلن للفئة C، أين تكون لديهن القدرة للقيام بالأشياء العنيفة جدا في التمثيل وقد يساعدهن على ذلك ثقافتهن التي أتين بها.
كما يجدر الذكر أن الإباحية تنافي القيم الأخلاقية والدينية
هل يمكننا أن نقول حقا أن الإباحية جيدة ويجب على الجميع أن يشاهدها على الرغم من أن صناعتها تقوم على أنقاض حياة وكرامة وأجساد أناس آخرين؟!!!
كما أننا نعلم جميعا أنه خلال العصر الروماني كان يُقتل الآلاف من الناس والحيوانات على المسرح أمام الجماهير وكان المشاهدون يتمتعون بذلك. أعتقد أننا لدينا اليوم مسرح بل مسارح من الشاشات، حيث أكثر الناس يتمتعون بالناس الذين يتأذون نفسياً وجنسياً في الأفلام الإباحية.
ترجمة: عمرو العطار