
إن معدلات الزواج التي تحدث في الولايات المتحدة مستمرة في الانحدار، القليل والقليل من الرجال الذين يعتقدون أنه من الضروري أن يحصروا أنفسهم في عرض ملزم دائم يُسمّى الزواج. ولكن السبب وراء هذا الانحدار ربما (وربما لا) يدهشك. كما في تقرير لواشنطن بوست، فإن العامل المساعد في عملية الإنحدار هذه هو سبب لم يكن يؤخذ في الحسبان مسبقا، وحتي وقت قريب
.
المشكلة هي الإباحية المجانية عبر الإنترنت
هذه حقيقة. حيث أكد فريق من الباحثين الذين نشروا نتائج بحثهم في المانيا أن ارتفاع معدلات الإباحية المجانية علي الإنترنت لم تكن مجرد حدث عارض بالنسبة للانحدار المستمر في نسبة الشباب المتزوج ولكنها في الحقيقة مشارك أصيل وأساسي في الحدث نفسه. تقول الدراسة ” نتائج هذه الدراسة تقترح بوجود علاقة، وأن هذه العلاقة قوية وكبيرة ايضا” استخدم الباحثون معلومات من دراسة اجتماعية عامة، من أجل دراسة وتحليل تصرفات الرجال الذين تترواح أعمارهم بين 18-35 سنه علي الإنترنت، وعدد الذين أقروا بإستخدام الإنترنت لمشاهدة الاباحيه في ال 30 يوم الماضيه.
د. مايكل مالكولم البروفيسور في جامعة ويست شيستر، بنسيلفانيا، وأحد الباحثين في هذه الدراسة قال ” لقد سألنا انفسنا، مالذي يؤثر في أخذ قرار الزواج لدى الرجال؟ وأحد هذه الاشياء، كما اعتقدنا هو استخدام الإباحية.” ومن أجل دراسة هذه الفكرة قام الباحثون بتعديل أشياء والتي كانت تبدو كعوامل محددة للزواج مثل العمر، الدخل، التعليم، الديانة، والوظيفة. ثم قاموا بدراسة العلاقة بين استعمال الإباحية وبين معدلات الزواج بين ال 1500 رجل عأع الذين أُجريت الدراسة عليهم. بشكل مثير للاهتمام: كلما زاد معدل استخدام الانترنت كلما قلت معدلات الزواج.
ولكن إليك الجزء الأهم من القصة: كان القيام باستخدام الإباحية ومتابعة مواقعها هو النشاط الاكثر الذي يقوم به الغير متزوجين أكثر من غيرهم من ناحية الانشطة الأخرى التي يمكن أن يمارسوها عبر الانترنت مثل الزيارات المنتظمة للمواقع المالية، والإخبارية والرياضية، ومواقع الألعاب. الخ
.
بدأت تفهم القصة؟
يمكن الآن أن يقول البعض أن السبب واضح. وهو أن الاشخاص الغير متزوجين يشاهدون الاباحية أكثر من المتزوجين. ومع أن هذا قد يكون صحيحا، إلا أنه مازال لا يفسر مدى ضخامة النتائج. مازال الباحثون يصرّون على أنّ العلاقة بين هذين الفعلين (الإباحية والزواج )” يسير بصورة كبيرة في الاتجاه الذي نعتقده” لماذا يعلم الباحثون بشكل مؤكد أن استخدام الإباحية بشكل متزايد يؤدي الي نقص نسبة الزواج؟
يقول الدكتور مالكولم أن هناك رابطة بين الزواج والاكتفاء الجنسي، فإذا تم استخدام الإباحية للاكتفاء الجنسي فإنها تمحو الحاجة للزواج ما دام اكتفى الشخص جنسيا. كم هذا محزن. حيث يفكر الكثير من الأشخاص: لماذا أنجرف للحب والعلاقات الملزمة مع شريك حقيقي مادام يمكنني أن احصل علي ما أريد من اللاب توب بدون تكاليف؟
.
ما مدي صحّة ذلك؟
حوالي 25% من نتائج بحث محركات البحث عن الاباحية. بما يعني 68 مليون عملية بحث يومية. طبقا ل WebRoot . بالإضافة إلى ذلك فان دراسة تمت عام 2008 وجدت أن 90% من الرجال يعتقدون أن مشاهدة الإباحية أمر مقبول. بسبب هذه الطرق في التفكير وزيادة شعبية الإباحية، فقد كانت المسألة هي مسالة وقت فقط قبل أن تصبح “تلك الافعال السرية خلف الابواب المغلقة” تبدأ في إحداث تاثيرات حقيقية على المجتمع.
ولكن هذه هي البداية فقط. تقل معدلات الزواج سنة وراء الأخرى مع ازدياد معدلات الطلاق. لذلك فإن الأبحاث الآن تظهر أن الإباحية هي أحد العوامل الرئيسية التي تفسر لماذا يقل عدد الاشخاص الذين يتزوجون ويبقون متزوجين، مالذي يعنيه هذا؟ سنخبركم مالذي يعنيه. وهذا أيضا هو ما كنا نردده دائما: الاباحية تقتل الحب
.
لهذا نحارب الاباحية؟
الآن وبما أننا نعرف السبب الذي يشارك في نقص معدلات الزواج، فإننا يمكننا أن نحارب السبب بكفاءة. نحن لا نعتقد أن شيئا رخيصا ومزيفا مثل الإباحية ينبغي ان يكون البديل للحب، ولا ينبغي أن يكون كذلك. نحن نعرف ذلك من مئات الآلاف من الاشخاص حول العالم والذين يتواصلون معنا ليشاركوا معنا قصتهم أن الحياه بدون إباحية هي أفضل حياة على الإطلاق. لأنه بعد أن ينتهي مقطع الفيديو، لن تحبّك شاشة هاتفك. ولكن مميزات العلاقة الحقيقية يمكن أن تمتد مدى الحياة وتجعل منك شخصاً أفضل.
تبدو الإباحية وكأنها موضوع تافه لنتحدث عنه. ولكن هو موضوع يجب علينا أن نسلط الضوء عليه. فهي تسرق من الأشخاص العلاقات الحقيقية ذات المعنى والفائدة كما تسرق منهم السعادة الحقيقية. ونحن نستطيع أن نصنع تغييراً فقط ببدء حوار حول هذا الموضوع. بأخذ خطوة والقتال من أجل الحب. نحن لا ندافع عن حياتنا فقط ولا نحمي فقط علاقتنا الخاصة مع الأشخاص الذين يمثلون أهمية قصوى لنا. نحن ندافع عن العالم بأسره. فالحب يستحق القتال من أجله. هل أنت معنا؟
.
ماذا تسطيع أن تفعل؟
إذا كنت تعتقد أن حب شخصين لبعضهما البعض والتزامهما تجاه بعضهما بعلاقة الزواج هو ما يمثل الجنس الحقيقي فعلا. فشارك هذه المقالة وساعد في نشر الحقائق حول أضرار الاباحية.
.
ترجمة: عبدالله ماهر