
سؤال للمراهقين: لماذا علينا ألا نشاهد الإباحية حتى لو كنا نحبّ ذلك؟
مفهوم الجنس وما يتعلق به خاصة في سن البلوغ
إنه من الطبيعي أن يكون لدى الأطفال رغبة في معرفة كل شيء عن مفهوم الجنس وخاصة في سن البلوغ والمراهقة وعندها يصبح التكاثر هو الهدف الرئيسي الذي يشغل الفكر .
وهذا كلام شاب أدمن الاباحية: ” يقول أنه بدأ مشاهدة الإباحية عبر الانترنت في سن 11 سنة و أصبح مدمنا لها في الحال، فقد كان يقضى ساعات طويلة يوميا عاكفا على مشاهدة الإباحية ، في باديء الأمر كانت صورة مثيرة تكفيه ولكن سرعان ما فقد الحساسية لتلك الصور وبدأ في البحث عن مشاهد أكثر إباحية ووصل لمشاهدة مثليي الجنس ومشاهد أخرى أكثر وحشيةً وشذوذاً ومزيج من كل هذا ليحصل على نفس الشعور السابق ويذكر أنه كان يجلس في المدرسة مستغرقا في خيالاته عما سيشاهده هذه الليلة” .
ماذا يوجد في عقل المراهق والذي جعل من تجربة هذا الشاب شيئاً عجيباً؟؟
الجواب هو: أنه أثناء سن البلوغ يكون هناك خلل عصبي مؤقت و يكون هناك جزء من الدماغ لا يزال لم يصل لمرحلة النضج و هذا ما يفسر السلوك الاندفاعي لدى المراهقين.
فيختلف عقل المراهق عن الشخص البالغ في أربع نقاط فريدة:
-
أنه ذو إشارات قوية (اذهب واحصل عليه)
أن دائرة المكافأة هي محور كل الدوافع والتي تشمل الرغبة الجنسية والمشاعر والحب والكره والإدمان. وتقوم الهرمونات الجنسية بِحَثِّ مسارات دائرة المكافأة فتزيد من نشاطها في فترة المراهقة والتي تهدأ قليلا في أوائل العشرينيات. فالمراهق لديه رغبة عالية في حب الأشياء الجديدة والمثيرة وخاصة في سن 15 عاما. وذلك لحساسية الدماغ للدوبامين والذي يساعد على تعزيز التعلم والعادات لديه فعندما يجرب شيئا جديدا ويفرز الدوبامين فيشعر بالسعادة وتتكون لديه رغبة في تكرار هذا الشيء. وفي الواقع، إن أدمغة المراهقين تستجيب إلى أي شيء تتلقاه على أنه مثيرٌ مرتين إلى أربع مرات من البالغين وذلك بفعل حساسية الدوبامين العالية لديهم.
للأسف حساسية دوائر المكافأة لشخص في سن المراهقة تجعلها أكثر عرضة للإدمان من ذات دوائر الشخص عند تعرضه للإباحية بعد بلوغه سن الرشد وهنا يحضر بذهني المقولة المعروفة “من شب على شيء شاب عليه ومن عاش على شيء مات عليه” نسأل الله السلامة
2. انخفاض الحساسية إلى النفور
وقد أظهرت البحوث أن المراهقين أقل اهتماما بالقوانين ويسهل عليهم خرقها
3. الشعور بالذنب يتضاءل تدريجيا
للأسف الهرمونات الجنسية التي تشعل حساسية المراهق لا تفعل شيئا لتطوير مركز الإرادة في الدماغ. .. عقل المراهق أشبه بسيارة فيراري مجنونة السرعة وخالية تقريبا من الفرامل أما دواسة البنزين فعالة بشكل غير محدود عند ارتباطها بالإنترنت. ..دوائر المكافأة الواقعة خلف القشرة الرمادية تزيل تدريجيا تلك الفرامل الضعيفة أصلا والتي لن تنضج حتى عقد آخر من الزمن في ذلك الدماغ الذي يتحمل مسؤولية تقييم المخاطر والتفكير بالمستقبل واختيار الأولويات وتوجيه الاهتمامات والتحكم بالدوافع ، أدمغة المراهقين كونها لم تنضج بعد تسيَّرُها الدوافع العاطفية بدلا من المنطق والتفكير العقلاني ولكن عندما تنضج يظهر الوعي ويدهش المراهق من أفعاله في الماضي ويشعر بالعار بسببها بذلك الوقت تكون أفعالهم أكثر منطقية ووعي
ولكن أثناء المراهقة لا يستطيع المرء إدراك عواقب أفعاله أو التكيف مع المخاطر فينجرف نحو المخدرات والسيارات السريعة والإسراف بتناول الوجبات السريعة والألعاب الإلكترونية والاباحية كذلك.
-
تعديل الخلايا العصبية المفرط
على مبدأ ‘‘استعمله أو تفقده‘ ‘يعيد الدماغ تنظيم ذاته في جميع دوائر ومسارات الدماغ ذات الترابط الضعيف والتي لا يتم استخدامها حيث يتم حلها وتفكيكها ، بينما تتم تقوية الدوائر والروابط المستخدمة باستمرار ومحاور الدوائر العصبية المرتبطة بالنخاع تقوى ارتباطها أكثر ما يزيد سرعة المثيرات العصبية. فروع الخلايا الصغيرة (التشعبات) التي تتلقى الإشارات تصبح أكبر وأكبر مما يزيد فعالية المثيرات والتواصل بين المحاور العصبية والتشعبات (تتضاعف بالدوائر العصبية القوية وتضعف في الدوائر غير المستخدمة أو ذات الاستخدام القليل) تشكل هذه الآلية بنهاية المطاف شخصياتنا ككل من هوايات وعادات وأفكار ومهارات وغير ذلك. ..
وهنا ندرك أهمية اختياراتنا خلال المراهقة (فترة تفجر النمو العصبي)
“إن استمع المراهق للمحاضرات الصوتية ومارس الرياضة أو قرأ دروسه سيشتد الترابط بين الخلايا المسؤولة عن هذه الأفعال وإن اضطجع على الأريكة أو لعب بالألعاب الإلكترونية أو شاهد الإباحية ستبقى الخلايا المسؤولة عن هذه الأفعال حية وستستمر تقوية روابطها “
اعترافات لبعض المراهقين
– يقول أحدهم “تزوجت في 18 من عمري كنت متشوقا كثيرا للزواج ولكن بعد ليلة العرس شعرت بخيبة أمل وقلت لنفسي أستطيع الحصول على مثل هذه الإثارة من الاستمناء والنظر للإباحية ولا داعي لهذا المجهود الكبير.”
– وآخر يقول “أستطيع النظر لأجسام أجمل لفتيات الإباحية، فأجسادهن دوما كما أرغب وأستطيع النظر إليهن وقتما أشاء، في العالم الواقعي هذا نادرا ما يحصل فعندما تزوجت لم استمتع فعلا، من المفترض أن تكون ليلة الدخلة رائعة والنشوة بها كبيرة ولكنها لم تكن كذلك، وكأن زوجتي مصطنعة، اعتقدت دوما أن الزواج مثير وممتع دوما، ولكن للأسف الواقع كان مزيفا واصطناعيا بنظري. هذا حقا سيء “
– يقول أحدهم “أنا حقا خائف فكل ما يعرفه دماغي عن الجنس هو مشاهدة الإباحية لقد أتلفت دماغي بما فيه الكفاية بما أن جميع معلوماتي عن الجنس أخذتها من الإباحية، لطالما كانت متعتي هي الإباحية، هذا ما يعرفه دماغي، لا أدري هل سأحبّ زوجتي كما أحبّ فتيات الإباحية المزيفات؟ أخشى أني حقا أتلفت فطرتي السليمة أتمنى لو أستطيع تغيير ذاتي مجددا “
.
ربط مراهقو هذه الأيام اثارتهم الجنسية بالإباحية بشكل لا يصدق. إنهم يرتبطون بالإثارة الاصطناعية مدة عقد من الزمن قبل أن يتزوجوا.
الوضع أكثر خطورة حتى لو كان سعي المراهق ببراءة لبعض الصور الإباحية غير الصريحة فهذا يقود لتغييرات رئيسية في الدماغ وهذا يعني مجددا أن المراهقين أكثر عرضة للإدمان من البالغين بل وأكثر تضررا منه أيضا بسبب نشاط دوائر المكافأة المفرط وعدم نضوج القشرة الرمادية بعد، وهو لا يتعلم مهارات التودد والمعاملة اللطيفة لزوجته أو حتى إقامة علاقة سوية معها
فدماغه لا يربط متعته الجنسية بالمغازلة فهو يرى ممارسة الجنس مع زوجته أمرا روتينيا مملا فهو قد تشوه بفضل تعاطيه للإباحية
.
كارثة المغازلة:
فالمراهق لا يتعلم مهارات التودد والمعاملة اللطيفة لزوجته أو حتى إقامة علاقة سوية معها، فدماغه لا يربط متعته الجنسية بالمغازلة فهو يرى ممارسة الجنس مع زوجته أمرا روتينيا مملا، فهو قد تشوه بفضل تعاطيه للإباحية.
وللأسف ذات الشخص بعد زواجه لن يعرف كيف يشرح لزوجته عجزه عن التزاوج أو الحفاظ على الانتصاب وحبه للإباحية أكثر منها وسيتعين عليه مواجهة الإحراج أمام زوجته لهذه الأسباب.
وهذه الآثار السيئة تؤثر حتما على علاقاتنا . والذي يجعل الدماغ متعلقا بالإباحية هو التجديد اللامتناهي فالتوجيه الإباحي المعتمد على التجديد المستمر للمثير يجعل متعاطيه ينفر من علاقته بزوجته حيث تبدو روتينية ومملة وستفقد تلك الزوجة المسكينة بريقها وجمالها بسرعة بعين مدمن الإباحية الذي اعتاد على الجمال السطحي والمتجدد، وتغدو الملاطفات الجنسية غير مرغوب بها وغريبة مع الأسف ولا يجدها مدمن الإباحية ممتعة بالرغم من أهميتها في تقوية الروابط بين المرأة وزوجها، وتساعد على الراحة النفسية بين الزوجين والاحترام المتبادل بينهما.
أخبار جيدة!
دوما هناك أخبار جيدة، فعقولنا تحافظ على بعض الليونة بعد سن المراهقة، وعندما يتوقف متعاطي الإباحية عن مشاهدتها مدة شهرين أو ثلاثة تعود دوائر المكافأة لوضعها الطبيعي وتصبح أولوياتها معتمدة على الجينات لذلك ستكون الرغبة الفطرية أقوى وامتع بالنسبة لدوائر المكافأة وستغدو زوجتك أكثر إثارة من ذي قبل.
– يقول شاب في 21 من عمره يتحدث بعد مضي 90 يوم على تعافيه: “أذكر أني قلت لزوجتي أيام إدماني الشديدة ومعاناتي من ضعف الانتصاب بسبب ذلك قلت لها أشعر وكأني غير متزوج وكأني عازب، حتى الآن طبعا هي لم تفهم قصدي وأنا لم أجرؤ على التوضيح أكثر، ولكن ليلة أمس شعرت بإثارة كبيرة لا تصدق، نشوتي ارتفعت بشدة وللمرة الأولى أحسست بأني متزوج حقا”
– وآخر بأوائل العشرينات يقول: “أنا الآن بيومي 43 أنا أرى زوجتي الآن مصدر رغبتي الوحيد وليس مجرد صورة أخزنها في هاتفي لأمارس العادة عليها، عندما انظر لزوجتي أفكر بأنها الشيء الوحيد الذي أريده وأرغب بالتواصل معه، كان تواصلنا ينجح بنسبة 90% بعد أن كان لا يتجاوز 20%قبل إقلاعي عن الإباحية”
– “عمري 17 عام وأعاني من ضعف الانتصاب وحتى بعد مرور 50 يوم من الإقلاع لازال التعافي محدودا ولكن بعد مرور 75 يوما أتاني هذا الشعور الرائع وطاقة عجيبة ورغبة جنسية كبيرة، الآن يمكنني البحث عن زوجة وأنا مرتاح البال. حمدا لله قد أدركت نفسي وأنقذتها”
*مراجعة الترجمة: محمود عبدالحفيظ
انا عمري17وكنت امارس العاده ولكني تركته في هذه الفتره وقلت ابحث عن اضرارها وقرأت المقاله وبكيت والله والله اخوكم من عراق العظيم