
وجد الباحثون أن مستخدمي المواد الإباحية يتأقلمون مع ما يشاهدون أي أنهم يعتادون على ذلك لأن استجابة الدماغ للمتعة حدث له نوع من التخدير، وهو ما يؤدي إلى فقدانهم للمشاعر الخاصة بالاستثارة تدريجيًّا وتبلد الحس مع استغراقهم في وحل الإباحية.
عندما تثير الإباحية شخصا، فإن الدماغ يطلق ما يسمى بالدوبامين و هي مادة كيميائية تجعل المدمن يشعر بالمتعة المؤقتة والمزيفة بطبيعة الحال.
يسري الدوبامين من خلال الدماغ ، ويترك وراءه مسارا يتكون بواسطة بروتين معين و يدعى [ iFosB ] ، وهو ما يربط الشعور بالمتعة و الإثارة مع النظر إلى المشاهد السيئة.
الدوبامين يقول لك: “هذا شعور جيد “، وهذا البروتين الآخر يقول لك : ” دعنا نتذكر كيف لنا أن نعود إلى هنا مرة أخرى عمَّا قريب”.
فيقوم البروتين المذكور بالذهاب إلى العمل لبناء مسار في الدماغ ليجعل من السهل على الشخص أن يفعل ذلك مرة أخرى.
عندما تحدث هذه الدورة مع السلوكيات الصحية والطيبة فذلك شيء جيد، ولكن عندما يحدث مع السلوكيات المضرة فهذا يؤدي هذا إلى المتاعب.
المشكلة هي أنه عندما ينظر الشخص باستمرار إلى مشاهد من هذا النوع ، فإن هذا يغمر الدماغ بمستويات عالية من الدوبامين التي لا يستخدمها الدماغ السليم ، و بالتالي فإن الدماغ يتعامل مع هذا الفيض من الدوبامين عبر التخلص من بعض مستقبلات الدوبامين التي تستقبله . و نتيجة لهذا و مع عدد أقل من المستقبلات، لا يمكن للمستخدم ان يشعر بآثار الدوبامين ، و إذا بهذه المشاهد التي كانت تثيره تبدو فجأة مملة. هنا يتم فقدان الشعور وتبلد الحس مع الإباحية.
يعتقد العديد من الباحثين أنه حينما يبدأ دماغ مستخدم الاباحية في تقليص مستقبلات الدوبامين، فإنه لكي يحصل على نفس الإثارة التي كان يشعر بها في البداية ،فإنه يكون بحاجة إلى زيادة أكبر من الدوبامين، مثله مثل مدمن المخدرات الذي يريد زيادة الجرعة للحصول على نفس الأثر السابق و هنا يبدأ منزلق الإنحدار الأخلاقي بزيادة المشاهدة و خاصة الأكثر تطرفًا و انحلالًا و إيذاءًا ، فالمدمن يبحث عن الصدمة، و يشعر بالملل و الضيق و عدم الراحة في ذات الوقت.
علاوة على ذلك مع مرور الوقت يبدأ المدمن في الشعور بالسعادة عند الجمع بين الشهوة والعدوانية. و هذا هو السبب في أن الاباحية مليئة بمواد تعرض النساء و هن يتعرضن للأذى جسديا. كما انها السبب في أن العديد من مدمني الاباحية يجدون أنفسهم ينحدرون لقبول كل فعل كانوا يرفضونه بأخلاقهم قبل ذلك، فتنحدر مستوياتهم الفكرية بصورة غير عادية عند التعامل مع من حولهم وتهتز شخصيتهم.
كما يعمق أيضا إدمان الإباحية تلك الآلية لتعمل ليس فقط من خلال شهواتك، و لكن أيضا كلما واجهت أوضاعا مجهدة “حزن أو قلق” كمثال، فتكون أكثر عرضة للاستسلام لمشاهدة هذه المقاطع، فتصبح أسيرا لها فلا تجد لديك أي طريقة للتعامل مع الضغوط والإجهاد غير اللجوء الى الالهاء المؤقت بالاباحية الزائفة.
إن هذه حلقة تهوى بصاحبها إلى أسفل سافلين، و لهذا السبب ندعوك للتوقف سريعًا حتی لا تزداد تدهورا و سوءا فهذا الأمر السقوط فيه بلا قاع فتظل تهوي ثم تهوي ثم تهوي بلا قرار فمهما بلغ بك الانحدار و التدهور توقف لأن هناك دائما ما هو أسوأ مما انت فيه و أسوا مما تتخيل ( و استعن بالله و لا تعجز ) . وتذكر قوله تعالى: (وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَىٰ مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ) آل عمران – الآية 135.
سبحان الله، وأصبح الناس يقولون ماذا أصاب الناس.. تبلد الشعور هذا- وهو سمة أصيلة عند الغربي المنحل- أصبح يزحف إلى المجتمع الإسلامي رويدًا رويدًا. في درجاته الأعلى يظهر على مدمن الإباحية، وفي درجاته المتوسطة هو أيضًا يظهر على “معاقري” الإباحية اليومية في التلفاز من مختلف الأسر والرجال والنساء والأطفال، وأنا أعتقد والله أن هذه الإباحية هي من أكبر مسببات تبلد شعور المسلمين العام للأسف في أبسط المواقف اليومية، وأناشد في هذا الموقع الراقي حفظكم الله الكل في مراجعة الإباحية وتعاليمها وقوانينها وتشريعاتها في بيته في داخل الجهاز الصغير المسمى التلفزيون. ولا حول ولا قوة إلا بالله. شكرًا د. محمد شكرًا شكرًا والله يهدي على يديك الضالين.
كلام ممتاز
جزاكم الله خيرا
و جعلني الله و إياكم من الصالحين المصلحين .
من اجمل ما قرأت مجملا وتفصيلا. ما ذكرته اخي الفاضل هو الحقيقه بعينها جزيت خيرا ورزقك الله العلم و الفهم
شكرا د.محمد
جزاك الله خير يا دكتور وجعله في موازين حسناتك …
المشكلة أن بعض المنافقين بين المسلمين أو ما يسمون بالليبرليين يتشمتون بمن يستنكر ظهور امرأة تظهر ساقيها للعلن بأنها لم تظهر ما يثير الشهوة وأن هذا الاستنكار لا يخرج إلا من شهواني يفتنه أي شيء