
من أحدى حسابات واعي الآمنة، ذلك الأمان الذي يشعر به وتشعر به كل فتاة وكل شاب في طريق الشفاء من إدمان مشاهدة الإباحية، هذا الأمان الذي يشعرون به داخل حسابات واعي المختلفة، يجتمع الإدمان مع المساندة فينجح المدمن في دورة التعافي التي ألزم بها نفسه، بمساندة قوية من الجميع، هذا ما حدث لبطلتنا، حين نجحت في الوصول للشفاء من إدمان مشاهدة الإباحية والآن نترككم مع القصة.

صورة أرشيفية
بداية ظلامي
كنت في ما مضى طفلة سعيدة الأركان ،ابتسامتي لا تفارق محياي،وشعور الرضا بخالقي يملأ قلبي طمأنينة تجعلني أنام فوق السحاب، في يوم من الأيام وأنا، بسن 12 دفعني فضولي البريء الابيض لأعوام من السواد ،عشت فيها أقسى أنواع ألم الروح و الجسد ،في بداية فضولي لم أكن أعرف ما اقترفه من جرم في حق نفسي ،كنت في بداية طريق الإدمان لا أزال املك امكانية الحياة ،فالاباحية لم تستول عليا كليا ،كنت أدرس وأجتهد وأتفوق وكنت أحافظ على علاقتي بالله ،ومرت الأيام تجر معها ساعات سعيدة تتخللها لحظات حزن وتأنيب نفس ،(لحظات السقوط في العادة) تراكمت تلك اللحظات لترمي عليا شقاء المعصية فيها ،(عند ممارسة العادة)ها أنا في الثانوية الآن وشيء ما ينهش روحي فأشعر بضيق يجعلني اعاتب نفسي وأرميها بالنفاق فالناس اعتادوا ان .ينظروا اليا كإنسانة راقية النّفس بلباسها و أخلاقها وابتدأ الموت البطيئ بخنقة تدِبُ في شرايين قلبي

صورة أرشيفية2
وابتدأ الفساد ينتشر
وابتدأ الفساد ينتشر في عقلي قاتلا كل شيء جميل …كل حلم رسمته ،كل هدف ،بل وكل معلومة تعلمتها في دراستي يوم أن كنت متفوقة.صعدت الى الجامعة أحمل سميّ القاتل في خلايا عقلي ، بدأت الاباحية تتغلب على حياتي فتحكمت فيها كلية رافعة راية سيطرة الفساد على عقلي ،تلك الضحكة التي قيل لي يوما انها بحجم السماء اغتيلت في وجهي ،تلك الأناقة التي أحبني معظم الناس لأجلها استعمرت وظهر وجه شبح يزور دهاليب المعصية كل ليلة،أنا لم أعد أنا وآه كم بكيت و كم نزفت روحي وآه كم دمت دواخلي ،سكن القلق القاتل و الأرق المقيت حياتي ،لا تمضي ثانية من دون ان اتفكر ذنبي فأبدا بالعتاب الدامي .لم اكن اعرف من اين ابدا فبدأت بحرب مع نفسي وآه كم ظلمتها (يا نفسي سامحيني) في دهاليب الاباحية المظلمة فقدت الكثير الكثير فقدت الحياة. الكل ابتعد عني لانني صرت لا اشبه شيئا وكل من يراني يمكنه ان يرى من خلالي ساعات المعصية .رمتني الاباحية في بئر لامتناهي الظلام ،بلا عقل بلا جسد بلا روح. لمدة عشر سنوات انا متشردة العقل جائعة الروح ،تعبة الجسد.ولمدة 10 سنوات وأنا اظن أن مآلي للموت ،أنني لا انتمي لعالم البشر الذين كانوا بنظري ارقى من أكون انتمي لهم ،في خضم كل هذا كان الله معي وانا من شدة ظلالي لم اكن انتبه ،تابعني الله بلطفه ،وكرمه اللامتناهي ،سترني الله ،الله أنقذني !
هذا فقط بعض الحطام الذي سببته لي الاباحية وما لم تستوعبه كلماتي كان أعظم.
بداية النور
اذكر أنني من شدة نزف دواخلي صرخت مرة وانا بين أهلي ،صرخة الاموات في القبور ،نعم لانني كنت ميتة في قبر الحياة الكبير ،صرخة زعزعت خلايا جسدي واعصابه،صرخت صرخة من جوف يااائس مليئ ببقايا الشيطان .لأول مرة منذ سنين طوال أسمع صوت روحي ،روحي التي كتمت تحت اشلاء قلبي ،لاول مرة اسمع صوتي انا وليس صوت الشيطان .وبدأت رحلة البحث عن الحياة

شعار واعي
والتقيت بمجموعة دعم من واعي
في طريقي الى الخلاص سقطت مراات كثيرة و كانت روحي تغادرني في كل مرة لكنها تعود اشتياقا للتوبة ،في طريقي للخلاص التقيت بأجمل مجموعة دعم تعرفت على ”واعي ” فتعرفت على سبب سلوكي المدمن وكيفية العلاج منه و انا اليوم في يومي 85 وأنا ابلغ من العمر 85 يوما و بعد خمسة أيام ساحتفل بعيدي ميلادي التسعون . أنا اليوم كطفل صغير اتعلم المشي والكلام و الضحك والأكل وأتعلم ماما وبابا واتعلم اسمي وكل شيء عني .اتعلم المشي في مسارات عقلي لاطمس المسارات المظلمة التي استعمرته .الآن فقط اتنفس الحياة ،اه الحياة!أقراني يفتخرون بشهدات تخرجهم وحصولهم على الدكتورا ،عنّي انا افتخر بأن عمري 85 يوما كواحدة من البشر . افتخر بان خلية واحدة من بين ملايير الخلايا العصبية تنقل تسبيحا او استغفار ،وخلية اخرى تنقل صوت سماع القرآن ،افتخر بأن خلاياي تجاهد في سبيل قتل ملايير الخلايا الخبيثة بسبب الاباحية .
النزف كان داميا و الروح كانت قد تشوهت لكن لطف الله كان أعظم ،اللهم لك الحمد حتى ترضى ولك الحمد بعد الرضا ولك الحمد اذا رضيت”
جميل قلمها، وجميلة روحها..
ثبتها الله على طاعته، وصرف عنها السوء والفحشاء، وجزاكم الله خيرا على صنيعكم ومعروفكم..