
قبل عشرين عاما ، إذا حاولت ذكر كلمة ‘ إباحية ‘ في الوسط الاجتماعي ، سوف ينظر إليك على أنك غريب ، منحرف ، أو في بعض الأحيان مجرد مجنون. حاليا ، مع الانتشار الواسع لنطاق الإنترنت والتشهير المتواصل للإباحية من جانب وسائل الإعلام الجماهيرية و المسلسلات ، فقد أصبحت الإباحية أمرا عاديا. ففي الوقت الحاضر ، و بنقرة زر واحدة من جهاز الكمبيوتر ،يمكنك الولوج إلى عالم الإباحية الذي يعد من أخطر الآفات التي يعاني منها المجتمع.
سهولة الولوج إلى الإباحية ساهم في انتشارها السريع في جميع أنحاء العالم. خلاصة الأمر: أصبحت الإباحية اليوم أكثر شعبية من أي وقت مضى.
إليك بعض الإحصائيات المخيفة من العام الماضي ، وفقا لواحد من المواقع الإباحية الأكثر شعبية في الوقت الحاضر:
•في عام 2016 وحده ، حصل الموقع على 23,000,000,000 زيارة. بمعدل 729 زيارة في الثانية ، أو 64,000,000 زيارة في اليوم , ما يعادل تقريبا عدد سكان المملكة المتحدة بريطانيا.
•في العام الماضي وحده ، تم مشاهدة 91,980,225,000 فيديو من الموقع . بمعدل 12.5 فيديو لكل شخص على هذا الكوكب.
•أيضا ، 4,599,000,000 ساعة من الإباحية تمت مشاهدتها على الموقع في سنة واحدة فقط، هذا ما يساوي 5,246 قرنا (1 قرن=100 عام).
•المصطلح الأكثر بحثا في الموقع هو ”زنا المحارم” للعام الثاني على التوالي.
الجدير بالذكر إن هذه الإحصائيات تخص موقعا إباحيا واحدا، فما بالك بالمواقع الأخرى؟! هذا ما يشير إلى الانتشار الهائل والمخيف للإباحية.
في دراسة أجريت عام 2006 على فئة من الناس (السن ما بين 18-49)، 82 ٪ منهم قاموا بتصفح المجلات الإباحية ، 84 ٪ قاموا بمشاهدة الأفلام الإباحية ، و 34 ٪ قاموا بتصفح الإباحية على الإنترنت، بعد سنوات قليلة من هذه الدراسة ، يمكننا أن نرى مدى تغير الوضع، حيث أصبح كل ما يخص الإباحية موجودا على الإنترنت. والواقع هو أننا الجيل الأول في تاريخ العالم الذي يتعامل مع هذا الأمر على هذا النطاق الهائل.
إحصائية أخرى لعام 2006، حيث كان 68 ٪ من مشاهدي الإباحية على الإنترنت من الرجال، بينما كان 13.6 ٪ منهم من النساء، وذلك مقارنة مع إحصائية الموقع الإباحي الأكثر تصفحا في العالم فإننا نلاحظ تضاعف النسبة المئوية للنساء؛ وهذا على الأرجح بسبب إدمان الإباحية، حيث يقال: إن ثلث مشاهدي الإباحية على الإنترنت حاليا هم من النساء.
الأمر لا يقتصر على الأشخاص البالغين من الذكور والإناث فقط، بل بدأ صناع الأفلام الإباحية في استهداف الأطفال؛ فقد أظهرت الدراسات أن متوسط عمر الطفل المعرض لخطر مشاهدة الإباحية لأول مرة هو حوالي 11 عاما، ولكن مع الانتشار الكبير للهواتف النقالة و أجهزة الكمبيوتر واستخدامها السهل من المرجح أن ينقص متوسط العمر بسرعة.
في دراسة قامت بها شركة McAfee المتخصصة في أمن الإنترنت عام 2007 ، وجدت أن هناك فرصة 1/14 عن كل طفل تصفح الإباحية عن طريق الخطأ كسوء كتابته على لوحة المفاتيح.
ولعدم وجود قانون يمنع الناس من شراء دومين وإنشاء مواقع إباحية ، فكل ما على شركات الإباحية عمله هو اختيار عناوين مضللة لمواقعهم، وهو الذي يمكن لأي شخص بطريق الخطأ الولوج إليه في نهاية المطاف، خلصت دراسة أجريت في عام 2008 إلى أن 93 % من البنين و 62 % من الفتيات تعرضن للمواد الإباحية في سنوات المراهقة المبكرة.
لماذا يعد الأمر مهما للغاية ؟
عدد لا يحصى من الحسابات الشخصية قد أظهرت أن التعرض الأول للمواد الإباحية من طرف الأطفال ،يمكن أن يؤدي إلى إدمان مدى الحياة. ففي الآونة الأخيرة ، أكدت شركة التكنولوجيا الأمنية بيتدفندر Bitdefender أن عدد الأطفال دون سن العاشرة يمثل 22 ٪ من مجمل رواد الإباحية على الإنترنت بين أقل من 18 سنة. وهل تعرف كيف حدث هذا؟ لأن الإباحية أصبحت أكثر تصفحا، وبأسعار معقولة من أي وقت مضى.
غريبة هذه الحياة التي كان الواحد منا في وقت مضى يخاف حتى من ذكر كلمة إباحية، و ها نحن الآن نعد من أكثر جيل مدمن على الإباحية على الإطلاق.
ترجمة: الحسن عصام
مراجعة: محمد حسونة
“مصيبة” إنا لله و إنا إليه راجعون