
هل تريد توعية طفلك ذي الثمان سنوات عن مخاطر الاباحية ولكن لا تعلم كيف تبدأ الحديث؟
أتشعر بالقلق تجاه طفلك ذي العشر سنوات ان يكون قد تلقى أي رسائل ذات محتوى جنسي ؟ أو أن يكون قد وصل اليه نوع من الصور التي تحمل معاني جنسية منحطة خاطئة ؟
إن المواد الاباحية التي يسهل الوصول إليها بشكل مجاني تسوق الى مشاهديها سلوكا جنسيا عدوانيا تجاه المرأة.
بحسب دراسة علمية مشهورة، فان ما يقرب من 90% من المشاهد الاباحية الاكثر مشاهدة، تحتوى على عنف صريح ضد المرأة.
من أجل هذا، وجب على الآباء والامهات أن يحدثوا أبناءهم عن الإباحية ومخاطرها قبل ان يحدثهم عنها منتجو المواد الاباحية
ولكن كيف ؟
قد يساعد في ذلك برنامج جديد وفريد من نوعه يهدف الى توعية الآباء عن كيفية إخبار أبنائهم _من سن 8 سنوات الى 12 سنة_ عن التحولات والثقافة الجنسية.
قامت منظمة غير حكومية جديدة مقرها الولايات المتحدة الامريكية تدعى “Culture Reframed”_ والتي تم انشائها بواسطة الباحثة الاكاديمية ومناهضة الاباحية “غيل داينز”_ بعمل برنامج يعد هو الأول من نوعه في طرح حلول لهذه القضية المعقدة من منظور نسوي. فهي تهدف الى تعليم الآباء عن كيف يتحدثون الى أبنائهم عن هذا الامر، وقد تم الاستعانة في هذا البرنامج بمجموعة من خبراء الصحة العامة و علماء علم نفس المراهقين وخبراء تعليم الصحة الجنسية وعلم الأعصاب والتكنولوجيا.
بشكل مجاني للآباء، يعالج البرنامج ما اطلقت عليه الباحثة داينز “أزمة الصحة العامة في العصر الرقمي”.
مدعومة بالحقائق والارقام المثبتة، صرحت بأن حوالي ثلث من هم دون الثانية عشرة من العمر قد شاهدوا مواداً إباحية.
عشرون بالمئة من المراسلات الجنسية تحتوي على صور فتيات دون الخامسة عشرة من العمر.
خمس وثلاثون بالمئة من كل التحميلات على شبكة الانترنت تحمل مواد إباحية.
أيضا لقد صار للاطفال الحق في استعمال الهواتف النقالة بعمر أصغر مما كان مسموحا به منذ خمس سنوات. فاليوم نرى حوالي خمس وعشرون بالمئة من الاطفال دون السادسة في المملكة المتحدة يستخدمون الهواتف النقالة, ومن هم دون العشر سنوات في الولايات المتحدة يستخدمونها.
تخيل أن كل هؤلاء الاطفال هم على بعد نقرة زر او نقرتين من مشاهدة كل هذا الكم من المواد الإباحية المجانية الخطيرة للغاية.
يوفر البرنامج تدريبات مكثفة للآباء والامهات الذين يرغبون أن يتعلموا كيف يتحدثون مع أبنائهم بأدب وتعاطف ومساعدتهم على فهم الصحة الجنسية. يقوم البرنامج ايضا بتقديم إرشادات لمساعدة أطفالهم على تحليل وفهم الآثار المترتبة على الصور الإعلامية الجنسية والمهينة. تلك المحادثات والتوعية يحتاجها مجتمعنا أكثر من أي وقت مضى. فقد أشارت الأبحاث إلى أن وصول الصبية إلى تلك المحتويات الإباحية في سن صغير يعزز لديهم السلوك الجنسي العدواني ضد المرأة والإناث بشكل عام ومن المرجح أن يصل به الامر الى استرضاء الفتيات لإرسال صور إباحية مضره وقد يصل الامر الى تطور الخلل الوظيفي في الانتصاب والصراع مع الاكتئاب والقلق.
تقول داينز ، التي تسافر حول العالم بدعوة من الحكومات ووكالات دعم الطفل والجماعات النسوية لتبادل معرفتها الواسعة بصناعة المواد الإباحية ، أن الآباء الذين تقابلهم أثناء عملها يكونون في حالة من الذعر ولا يكون لديهم ادنى معرفة عن كيفية طرح هذا الموضوع دون التعرض لخطأ او خدش حياء اطفالهم.
للاسف فان فصول “الأمان الرقمي” ، المتوفرة للأطفال في المدارس في المملكة المتحدة وعدد من الولايات في الولايات المتحدة ، إما تتجاهل الإباحية تمامًا أو بالكاد تذكرها ، وتترك الأطفال لمحاولة التعامل مع الثقافة الإباحية بمفردهم.
وجدت أبحاث NSPCC وجامعة ميدلسكس من عام 2016 حول آثار الإباحية على الأطفال في المملكة المتحدة أن أكثر من ثلاثة أرباع الأطفال الذين شملهم الاستطلاع شعروا أن المواد الإباحية قد فشلت في مساعدتهم على فهم الموافقة الجنسية
.وقد رأى أكثر من نصف الأولاد وأكثر من ثلث الفتيات أن الصور الإباحية تصور حقيقي للجنس وهو في الحقيقة فهم خاطئ كليا.
للاسف لقد صارت الإباحية في هذا العصر بديلا عن التربية الجنسية السليمة لهذا فقد حان الوقت لايجاد البدائل السليمة
ترجمة : محمد حسن