
لكي تخرج من طاحونة إدمان الإباحية و الدوامة التي لا تنتهي عليك ان توقف ترسها الدوار و لكن كيف ذلك؟ هيا لنرى.
1- تعلم كيف تتعرف على الوقت الذي تكون فيه ضعيفا و غير محصنا ، و تتجنب أي شيء يمكن أن يكون سببا في اثارة الغريزة لديك (أي مثلا لا تجلس على جهاز الكمبيوتر عندما تكون متعبا أو وحيدا بالبيت أو الغرفة حافظ دوما على تواجدك بين عائلتك أو يكون الباب مفتوحا و ظهرك للباب)
2- امسك نفسك في بداية الدورة التي شرحناها و بيناها في المقال المنشور بعنوان ( دورة إدمان الإباحية ). قبل مرحلة التحفيز العاطفي ( المثيرات ) و وقبل أن يبدأ التفاعل الكيميائي عليك أن تفعل شيئا مختلفا بشكل جذري. قم بسرعة و اخرج من المنزل ( مارس الرياضة ، اذهب إلى التسوق ، اذهب لرؤية أحد الأصدقاء الصالحين).
الأمر سهل جدا على من سهله الله عليه و يحتاج منك بذل بعض الجهد لكي تسيطر على نفسك قبل أن تصل لنقطة اللاعودة. فكلما كان كبحك لنفسك مبكرا في بداية الدورة استطعت أن تبقى طاهرا بعيدا عن ذلك الشر بعدم انجرارك وراء الإباحية حيث الهم و الكدر و الحزن و الهلاك و تضييع العمر و تدمير النفس و الأسرة.
فأنت كما اتفقنا تريد أن تفيق من هذه السكرة لتكون إنسانا صاحب هدف و إنسانا ناجحا و أول النجاح أن تكون عبدا حقيقيا لله بتقوية علاقتك بالله ساعتها ستنصلح كل شئون حياتك و يعود التوازن و الاستقرار إلى نفسك فتصبح إنسانا ناجحا تفتخر بك أمتك و أسرتك، فالمعاصي هي مثل الحجاب الذي يحول بينك و بين الوصول إلى رضا الله سبحانه.
وأسوق إليك بعض كلمات التائبين نقلتها بنصها من كتاب “العائدون الى الله” لمحمد المسند” لنوقن أن لذة الرجوع إلى الله و القرب منه لا تعدلها لذة بل هي اللذة الحقيقية :
- كنت أبكي ندما على ما فاتني من حب الله ورسوله.. وعلى تلك الأيام التي قضيتها بعيدة عن الله عز وجل (إمرأة مغربية أصابها السرطان وشفاها الله منه).
- نعم لقد كنت ميتا فأحياني الله ولله الفضل والمنة (الشيخ أحمد القطان) .
- وفي ختام حديثي أوجهها نصبحة صادقة لجميع الشباب فأقول: يا شباب الاسلام لن تجدوا السعادة في السفر و لا في المخدرات والتفحيط.. لن تجدوها أو تشموا رائحتها إلا في الالتزام والاستقامة.. في خدمة دين الله، في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.. ماذا قدمتم ـ يا أحبة ـ للإسلام؟ أين آثاركم؟ أهذه رسالتكم؟ شباب الجيل للإسلام عودوا فأنتم روحه وبكم يسود – وأنتم سر نهضته قديما وأنتم فجره الزاهي الجديد (من شباب التفحيط سابقا).
- كما أتوجه الى كل أخت غافلة عن ذكر الله.. منغمسة في ملذات الدنيا وشهواتها أن عودي الى الله ـ أخيّة ـ فوالله إن السعادة كل السعادة في طاعة الله (طالبة تائبة).
- وختاما؛ أقول لكل فتاة متبرجة.. أنسيت أم جهلت أن الله مطلع عليك؟! أنسيت أم جهلت أم تجاهلت أن جمال المرأة الحقيقي في حجابها وحيائها وسترها؟! (فتاة تائبة).
- كما أصبحت بعد الالتزام أشعر بسعادة تغمر قلبي فأقول: بأنه يستحيل أن يكون هناك إنسان أقل مني التزاما أن يكون أسعد مني.. ولو كانت الدنيا كلها بين عينيه.. ولو كان من أغنى الناس.. فأكثر ما ساعدني على الثبات ـ بعد توفيق الله ـ هو إلقائي للدروس في المصلى، بالإضافة الى قراءتي عن الجنة بأن فيها ما لا عين رأت .. ولا أذن سمعت.. ولا خطر على قلب بشر.. من اللباس والزينة.. والأسواق والزيارات بين الناس.. وهذه من أحب الأشياء الي قلبي.. فكنت كلما أردت أن أشتري شيئا من الملابس التي تزيد عن حاجتي أقول: ألبسها في الآخرة أفضل ( فتاة انتقلت من عالم الأزياء الى كتب العلم والعقيدة).
- وقد خرجت من حياة الفسق والمجون .. الى حياة شعرت فيها بالأمن والأمان والاطمئنان والاستقرار (رجل تاب بعد موت صاحبه).
- وانتهيت الى يقين جازم حاسم.. أنه لا صلاح لهذه الأرض.. ولا راحة لهذه البشرية.. ولاطمأنينة لهذا الانسان.. ولا رفعة، ولا بركة، ولا طهارة.. إلا بالرجوع الى الله.واليوم أتساءل.. كيف كنت سأقابل ربي لو لم يهدني؟!!!! (طالبة تائبة).
- بدأ عقلي يفكر وقلبي ينبض وكل جوارحي تناديني: اقتل الشيطان والهوى.. وبدأت حياتي تتغير.. وهيئتي تتبدل.. وبدأت أسير على طريق الخير.. وأسأل الله أن يحسن ختامي وختامكم أجمعين.. ( شاب تاب بعد سماعه لقراءة للشيخ علي جابر ودعائه).
أما عن اللذة الزائفة الحاصلة عند ارتكاب الذنب فيقول بن القيم رحمه الله عنها :
و لو حصل للعبد من اللذات والسرور بغير الله ما حصل .. لم يدم له ذلك.. بل ينتقل من نوع الى نوع.. ومن شخص الى شخص.. ويتنعم بهذا في وقت .. ثم يعذب به ولا بد في وقت آخر.
وكثيرا ما يكون ذلك الذي يتنعم به ويتلذذ به غير منعّم له ولا ملذ.. بل قد يؤذيه اتصاله به ووجوده عنده ويضره ذلك.. وإنما يحصل له بملابسته من جنس ما يحصل للجرب من لذة الأظفار التي تحكه.. فهي تدمي الجلد وتخرقه.. وتزيد في ضرره.. وهو يؤثر ذلك لما في حكها من اللذة..
وهذا ما يتعذب به القلب من محبة غير الله هو عذاب عليه ومضرة وألم في الحقيقة لا تزيد لذته على لذة حك الجرب.. والعاقل يوازن بين الأمرين ويؤثر أرجحهما وأنفعهما..والله الموفق المعين وله الحجة البالغة كما له النعمة السابغة. (طريق الهجرتين- إبن القيم ص 77).
فما عليك الآن إلا أن تعمل على وقف و تعطيل دورة الإدمان ابتكر تفنن اجتهد بكل شكل حتى لا تجلس أمام حاسوبك وحيدا، وامنع نفسك من أن تلج إلى المثيرات والمحفزات، وفك عنك القيود و انطلق نحو السماء و عش حرا أبيا لا أسيرا للشهوات .
تذكر قوله سبحانه: (يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَىٰ رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ) الإنشقاق – الآية 6.