
في العادة لا أتحدث مطلقاً عن هذا الأمر نظراً لخصوصية الموضوع والمشاعر السلبية التي حصلت لي، عندما وجدت نفسي في علاقة مقيدة مع الإباحية. لكن هذه قصتي مع الإباحية وكيف دمرت حياتي.
دعوني أبدأ بالحديث عن نفسي قليلا: قبل أن ألتقي به كنت قد بدأت للتو أشعر بأنني أحب نفسي، كنت سأصل إلى النقطة التي أشعر فيها بأنني أكثر نضجا، وأشعر بالارتياح؛ لأنني أعلم كيف سأكون، كانت المرة الأولى التي أشعر فيها بأنني حقا سعيدة لكوني نفسي.
عندما قابلته شعرت بأنني أكثر سعادة، لم يعد هناك ما يسمى بِـ أنا فقط، أصبحنا أنا وهو معًا. كنت أعلم أنني بحاجة إلى أن أحب نفسي قبل أن أحب أي شخص آخر، واعتقدت أنني قادرة على أن أسمح لنفسي بالوقوع في الحب والموافقة عليه، لذا، سمحت لنفسي بالوقوع في حبه، ووقعت بشدة.
بعد ثلاث سنوات.
أنا وحيدة. وحيدة جدًا. لقد تحولت إلى المرأة الحاسدة والكارهة، ولم أكن يومًا غيورة لهذا الحد، فقدت احترامي لذاتي، وثقتي بنفسي أخذت تنحدر شيئا فشيئا كل يوم، لقد فقدت نفسي! وأشعر بالخجل من ذلك.
بدأ كل هذا عندما بدأت ألاحظ أن هناك شيئا ما خاطئا، فقد كان يفضل الاستيقاظ بعد منتصف الليل لساعات وساعات، وينام طيلة نهار اليوم التالي، ولاحظت أنه بدأ يملّ مني!
في أحد الأيام كنت أتصفح سجل البحث في جهاز الحاسوب الخاص بنا لأعود إلى صفحة كنت قد فتحتها مؤخرا، وهناك وجدت السبب:
الكثير الكثير من الإباحية!
قبل ثلاث سنوات كانت علاقتنا في بدايتها شيئًا مختلفًا تمامًا عنها الآن، لقد كنا سعيدين معا. وحين بدأت تسوء بعد ذلك حاول إخفاء الأمر، ولكنه في النهاية اعترف بهذه الكلمات : ” أنا أشاهد الإباحية”.
في البداية لم يزعجني هذا الأمر حقًا، لم أكن ضده تمامًا. حتى إنني عرضت عليه مرة أن أشاهدها معه، لكن هذا لم يحدث مطلقًا ولا لمرة واحدة، وأنا حقًا سعيدة؛ لأن هذا لم يحدث، اليوم أنا أهنئ نفسي؛ لأنني لم أفعلها، ولم أعلق بها أيضًا.
اعتقادي بأنني كنت مجنونة
طيلة السنوات الثلاث السابقة، أخذت الأمور تصبح الأمور أسوأ فأسوأ، حتى إنه كان يصرخ في وجهي؛ لأنني لا أقدم له وقته “الخاص”. وفي إحدى الليالي عدت مبكرًا إلى المنزل، ولم يكن قد أنهى ما كان يشاهده، فقال لي جملة مزقتني من الداخل: ” أنا لا أحبك”.
وفي إحدى المرات وجدته يشاهد صورا لفتاة يعلم بأن لدي مشاكل حقيقية معها، وحين واجهته بهذا غضب، وكان رده مروّعا، وذا أثر سيء على نفسي، قال: “ربما كان عليَّ أن أحصل عليها”! شعرت أنني الشخص المخطئ، أو الصاحبة المجنونة. صدقًا اعتقدت بأنني الوحيدة التي تعاني من المشاكل.
بدأت أكره نفسي؛ أكره المظهر الذي كنت أبدو عليه، فأنا أعلم أنني لن أستطيع أبدًا أن أبدو مثل تلك النساء. كنت أتمزق من الداخل، فأنا لا أفهم لماذا لا يريدني؟ ولماذا أنا بالتحديد؟! لم أعلم لماذا دائما ينظر إلى تلك الصور ومقاطع الفيديو المعدلة بالفوتوشوب؟ لا أفهم. حقا أنا لا أفهم.
أشعر بأنني أقل انجذابا إليه، ولا أريد النظر إليه بعد الآن، بعدما كان أكثر الرجال إثارة بالنسبة لي، ربما لأنه لم يعد يبدي انجذابه إليَّ! كان دائما ما يناديني ب”الجميلة” و”المثيرة”، واعتدت أن أشعر بأنني كذلك.
في النهاية تغيرت علاقتنا الجنسية، فقد أصبحت غريبة وصامتة وصعبة، اعتدنا على “ممارسة الحب” والشعور به، لكن هذا انتهى، بدأت أكره نفسي، وبدأ غضبي يتوجه نحوه أيضا حتى بدأت أكرهه، وأكره كل إنش منه، لقد كرهته وكرهت ما فعله بعلاقتنا، لم أفكر يومًا أنني سأشعر بهذا، لم أفكر يوما في كره نفسي أو كرهه، لكن هذا حصل.
المرأة الأخرى.
قد تعتقد وأنت تقرأ هذا أن الإباحية هي المرأة الأخرى. لكن لا.
كنت أنا المرأة الأخرى.
مرة تلو الأخرى، أكون أنا خياره “الآخر”. حين يقارنني مع هؤلاء النساء اللواتي لا يستطيع التوقف عن مشاهدتهن، أكون أنا الخيار الثاني. كان من المفترض أن أكون فتاته الوحيدة، لكنه كان يفضل في كل يوم فتيات أخريات عليَّ، هكذا كانت علاقتنا.
في عقلي الباطن كنت أعلم بأنني لست مجنونة، لذا بدأت بالبحث حول الأمر، حين أدركت بأنني لست سبب المشكلة أجهشت بالبكاء، بعد ثلاث سنين من اعتقادي بأن هناك خطبا ما بي، أنا لست مجنونة.
شريكي المهم مدمن إباحية، رسميًا لقد دمرت الإباحية علاقتنا الودودة الرائعة.
– ج.
لماذا هذا الأمر مهم؟
لم يحدث أن استيقظ أحدهم وقال: ” اليوم أريد أن أذهب هناك وأدمر علاقاتي الحالية والمستقبلية. أريد أن أنفصل عن شريكي، وأزعزع الثقة بيننا، وأتركه يشعر بالحيرة والرفض والخيانة”.
لا أحد يقول ذلك. لكن أكوام من الأبحاث المتنامية والدراسات القوية توضح أن هذا تماما ما يمكن أن يحدث بسبب تأثير الإباحية السام على العلاقات. كما ترى في هذه القصة، كان للإباحية القدرة على اختراق العلاقة وزعزعة ثقة الشريك بشريكه وفقدان الانجداب والحميمية بينهما، تستطيع الإباحية أن تخلق فجوة بين الشريكين، وتحويل رغباتهم ببطء بعيدًا عن الحقيقة المحببة وتوجيهها إلى الخيال غير الواقعي؛ لهذا السبب نحن نعلّم الحقيقة والآثار الضارة المثبتة للإباحية، ونحارب من أجل الوصول إلى العلاقات الصحية.
لقد خلقت الإباحية تهيؤات بأن عليك أن تكون ممثل إباحية في علاقاتك الخاصة، أو أنّ هناك دائما من هو أكثر إثارة وجاذبية، وعليك أن تقوم بمطاردته إلكترونيا، وأن ذلك الحب الملتزم غير كافٍ لتكون العلاقة مُرضية.
في النهاية، مشاهدة الإباحية لا تستحق كل هذا – انفصل عن الخيال وارتبط بالواقع.
مراجعة: محمد حسونة