
عندما يكون الزوج في بداية رحلته للتعافي عادة ما تكون الزوجة (إن اختارت البقاء مع زوجها) في قلق وخوف دائم من رجوعه للإباحية ، أو خسرانه لعمله بسبب مشاهدته لها أثناء العمل ، أو أن ينفضح أمره أمام أطفالها أو الأسرة، والكثير من المخاوف الأخرى، والمهم هنا أن الزوجة لا زالت تقلق حتى وإن كان الزوج في رحلته للتعافي ويؤلمها التفكير بأن زوجها قد يعود لما كان عليه؛ مما يتطلب من الزوج الأخذ بزمام المبادرة والصمود في رحلة التعافي وفي نفس الوقت جعل زوجته تشعر بالأمان .
لعلك استمعت إلى نصيحة غير جيدة:
إن كنت ممن يأخذ أمر التعافي على محمل الجد لا شك بأنك استمعت إلى من يقول بأن عليك أن تجعل التعافي أهم الأولويات في حياتك، وتهمل زوجتك كل إهمال (وخصوصاً إن كانت على علم بأنك وقعت في الإباحية)؛ لأنك في هذا الوقت في حاجة للتعافي أكثر من حاجتك لها، وهذا شيء فيه من الحسن ما فيه، ولكن من الأفضل أن تطلعها على مراحل التعافي، وأين وصلت؛ لكي لا تفاجأ بعد أن بقيت تعاني طوال اليوم من مدافعة لأفكار مشاهدة الإباحية بأن زوجتك توبخك على مشاهداتك السابقة للإباحية، ولا زالت غير مقتنعة بخبر إقلاعك.
أنت سبب المشكلة:
لا تنسَ أنك سبب ما هي فيه من قلق، فبمجرد خوفها من أن يعود زوجها لعادته السلبية السابقة تصاب بالجنون؛ إذ تتذكر الماضي الأليم الذي مرت به، ونحن لا نقول ذلك من أجل توبيخك، ولكن من أجل أن تكون متفهما للأمر، فعندما تعود من عملك في يوم ما وتكون مرهقا وتفاجأ بأن زوجتك غاضبة، وتشك بأنك رجعت، وأنت لا زلت مقاوما للوقوع من أجلها ومن أجل عائلتك ، فقد يوسوس لك الشيطان ويقول: ما دام وقوفك ووقوعك متساويين إذن فارجع للإباحية؛ فلذلك احذر من أن تقع في ذلك الفخ، وحاول أن تحتوي زوجتك، وتتفهم قلقها، وتهدئ من روعها على أكبر قدر ممكن من أجل الحفاظ على أسرتك.
قد تأتيك أفكار ضارة أثناء ممارسة العلاقة الحميمة مع زوجتك في فترة التعافي مثل: إن كنت تستمتع أكثر مع الأفلام الإباحية لماذا لا تنهي زواجك، وتعود للإباحية؛ احذر فبعد أن تتعافى بإذن الله ستجد كيف إن متعة الإباحية ما كانت سوى وهم، وأن المتعة الحقة فيما أحل الله، ومن أجل ذلك نقول لك اصبر وثابر على الطريق.
أطلع زوجتك على عملية التعافي:
ننصح بأن تطلع زوجتك على رحلة التعافي خصوصاً لو كانت تعلم بإدمانك، أما إن لم تكن تعلم فقدر الأمر، فإن رأيت في ذلك مصلحة عامة فأخبرها، وإن لم تر فلا تفعل؛ فقد يسبب إخبارها مشاكل لم تكن لتحدث لو لم تخبرها، وإن حصل وأخبرت زوجتك برحلة التعافي هنالك أمور يغلب أنها ستسأل عنها، وقد ننصح بأن تطلعها عليها، ولا تنتظر سؤالها، وقد تسأل أسئلة إضافية فلا تتحسس، وجاوبها وكن محنكا في إجاباتك، فنحن نريد أن تشعر بالأمان لا بالقلق، وهذه أمثلة لأسئلة قد تسألها.
•ماذا حدث خلال اللقاء: لو حدث أنك حضرت محاضرة تتحدث عن الإباحية وضررها، مثل المحاضرات التي يعقدها الموقع فلا تتحسس لو سألتك: ماذا كان محتوى المحاضرة؟ من المحاضر؟ كيف استفدت من تلك المحاضرة ؟ ولا تتضايق لو قالت ببراءة: هل هناك فتيات في المحاضرة ؟ بل ينبغي أن تفرح بأنها لا زالت تحبك وتغار عليك ، هل استفدت من النقاش الذي دار في نهاية المحاضرة؟ من يقوم على تلك المحاضرة ؟ هل هنالك محاضرات أخرى ؟ هل يمكنني مشاركتك المرة المقبلة ؟
•ما هذا الكتاب: هل يمكنني الاطلاع على الكتاب الذي تقرؤه؟
•ماذا قال الطبيب: لو حدث أن زرت طبيبا فمن الممكن أن يتم سؤالك: ماذا قال لك الطبيب ؟ هل تحدث عني ؟ ماذا نصحك أن تعمل ؟ ماذا عليك أن تقوم بعمله؟
•ما هي الأشياء الأخرى التي تفعلها من أجل التعافي؟
•ما هي الأدوات التي تعلمتها لتسيطر على محفزات مشاهدة الإباحية؟
هذه بعض الأمثلة للأسئلة التي قد تسألها زوجتك، وقد تسأل عن أشياء أخرى فلا تتحسس وجاوبها على الأسئلة التي تشعر بأنها ستعود عليكم بالنفع، وكذلك لا تنتظر منها السؤال بادر واسألها: ما الذي ينبغي عليك فعله؛ لكي تشعر بأنها في أمان وراحة معك، قد تكون غاضبة بسبب إدمانك وتقول: الانفصال هو الحل، فلا تأخذ ذلك الرد على محمل الجد، وراع مشاعرها، ولو كانت زوجتك هي التي أرسلت لك هذا المقال فلا تتضايق منها، وتصرخ في وجها بل اشكرها؛ لأنها لو لم تكن تحبك وتقدرك وتخاف على صحتك لما أرسلت لك هذا المقال، ومن المهم أن تأخذ أنت بزمام المبادرة والبحث عن مقالات أخرى وعدم انتظار زوجتك لكي ترسل مقالات أخرى.
استمر في المحاولة:
قد تشك فيك زوجتك وتقول لك: يبدو عليك أنك انتكست، وقد يكون الواقع عكس ذلك، وقد تكذبك وتقول: يبدو عليك أنك تكذب عليَّ كما كنت تكذب عليَّ سابقاً؛ فكن صبوراً، وراعِ مشاعرها، ولا تنسَ أن أغلب ما تفعله مدفوع بخوفها من أن تعود لتلك الأمور.
تمت الترجمة بتصرف
المترجم : بويعقوب
مراجعة: محمد حسونة