
قدم الدكتور بيرل دراسته أمام أكاديمية الطب في نيويورك وكان حاضراً هناك مراسلو الصحافة والإذاعة . وبعدها ست من بين الصحف اليومية الثمانية في نيويورك آنذاك لم تورد الخبر واكتفت وورلد تلغرام وتايمز بايراد بضع فقرات .
ذلك أن إعلانات السجائر كانت تدر آنذاك ما يزيد عن خمسين مليون دولار سنوياً.
وأورد مقالات مطولة عن تقرير الجمعية الطبية الأمريكية عام 1944 بعنوان ” آثار التدخين” الذي تجاهلته الصحافة عموماً . باستثناء ستة انشات في نيويورك تايمز . وكتب تقريرا ً مفصلاً عن الرقابة التي فرضتها الصحافة على قصة التدخين.
ففي عام 1948 على سبيل المثال قدم الدكتور ألتون أوشنر أستاذ الجراحة في جامعة تولين دليلاً جديداً على العلاقة المباشرة بين مبيعات السجائر والوفيات بسرطان الرئة .
غطى الخبر مراسل الأسوشيتيد بريس اليوت تشيز واستهل تقريره بالقول: “لن تحبذ شركات التبغ ما يلي ، بيد ان رجلاً عارفاً يرى أن مواطنين كثر إنما يحفرون قبورهم برئاتهم”
بعد مضي ساعة على التقرير أرسلت أسوشييتيد برس رسالة “حذف” قائلة إن القصة “إشكالية” .
كشفت إن فاكت لاحقاً أن القصة التي تلت بعد 90 دقيقة حذفت كل إشارة “مواطنين يحفرون قبورهم برئاتهم” ، و”وجهة النظر المعادية لإعلانات السجائر” ، “وازدياد نسبة الإصابة بالسرطان بين النساء”، و”إقبال النساء على نحو متزايد على التدخين والوفاة” ،وحذفت الخاتمة التي تشير إلى “التفكير ملياً في الأمر” وفي أيلول 1952 أي بعد مرور 11 عاما على مقالة سلدز الأولى نشرت ريدرز دايجست من المفارقة الساخرة أنها كانت هدفاً دائماً لسلدز مقالتها “السرطان في العلبة” ثم تبعتها تايمز ونيويورك لتصل أخيرا ً حقيقة التدخين إلى جمهور عريض.
(1) ، (2) كتاب : مراسلون عظماء
د. محمد عبدالجواد
طبيب أخصائي الأمراض الصدرية - باحث و كاتب في علاج إدمان الإباحية - من مصر - سعدت بمروركم و أرجو ترك تعليقكم فهذا يزيدني سعادة :)