
سنغافورة: وفقاً لمراكز الإرشاد الصحي ، فهنالك زيادة في معدل من هم دون ال 25 الذين يطلبون مساعدة تجاه إدمانهم للإباحية. ووفقاً لأخصائين نفسيين فإن من أهم عوامل السقوط في وحل الإباحية والبقاء فيه هو سهولة الحصول على المحتوى والتعرّض المستمر له.
في عام 2015 بدأت منظمة We Care Community Services Centre بتقديم علاجات لإدمانات مختلفة مثل الجنس، الحب، والإباحية. والذي حفّز ظهور المنظمة هو رؤية القائمين عليها مدى تفشّي تلك الأنواع من الإدمان في المجتمع. وقالت المسؤولة عن المنظمة السيدة ثام بأنه في بادئ الأمر كان غالبية المراجعين أكبر من سن 25، ولكن في الآونة الأخيرة لوحظ بأنه تقريباً من بين كل 55 شخص هنالك 10 من هم دون 25 سنة. هنالك من المراجعين من يعاني من أفكار جنسية ملحّة، وهنالك من يعاني من إدمان للمواد الإباحية، وهناك من يشعر برغبة جنسيّة ملحة لممارسة الجنس.
وأضافت القول بأن هنالك مرات عديدة يتم التواصل معنا من قبل آباء \ أمهات بأنهم أكتشفوا بأن طفلهم قد شاهد الإباحية، ولا يعلمون كيفية التصرف مع هذا الموقف بالشكل السليم الذي يساعد الطفل على التعافي. ويسهل في هذا الزمن وقوع الطفل في الإباحية إذ أصبحت وسائل التواصل الإجتماعي مليئة بالمواد بالإباحية ، فلم يعد المرء بحاجة للذهاب للمتجر خلسةً من أجل شراء مادة إباحية وإنما بضغطة زر وهو في عقر داره.
وقالت أيضاً: ويوجد أيضا العديد من الناس الذي يتصفحون مواقع إباحية، والذين قد يكونون جالسين بجانبك في المطعم أو أي مكان عام آخر.
.
التعافي قبل أن يسوء الأمر
وقالت وزارة التنمية الاجتماعية والأسرية التي في سنغافورة بأن هنالك العديد يحتاجون إلى مساعدة لعلاج سلوكهم الجنسي الخاطئ، ومن المهم بأن يحصل هؤلاء على العلاج المناسب فوراً لكي لا تتفاقم حالتهم وتصل إلى مرحلة التعدي على الغير بممارسة ما تم مشاهدته على الآخرين.
وقالت السيدة مافيز المتخصصة في علم النفس مع منظمة أطباء بلا حدود بأن هناك أكثر من عامل يزيد من احتمالية الاعتداء الجنسي. ومنها فقدان المرء المتعة التي اعتاد عليها أثناء المشاهدة وشعوره بأن عليه تطبيق ما يشاهد لكي يشعر بتلك النشوة السابقة أو يزيد عليها. وكذلك عدم القدرة على السيطرة على الأفكار الجنسية والشعور بالوحدة.
.
سهولة الحصول على المحتوى الجنسي ساهم في ترسيخ فكرة الاعتداء \ الممارسات الجنسية لدى حدثاء السن ففي السابق كانت الإباحية متوفرة فقط في مجلات معينة ولا يستطيع شراءها إلا فئة عمرية معينة، أما اليوم فيستطيع جميع الأطفال الحصول على المحتوى الإباحي بالمجان وبدون علم آبائهم. والمشاهدات المتكررة للمناظر العنيفة والشاذة من اغتصاب للأطفال \ النساء \ زنا المحارم قد ترسّخ تلك الأفكار في عقل المشاهد فيصبح ممن يتبنى هذا النهج ويحاول تطبيقه على أرض الواقع.
.
مدمن الإباحية قد يقوم بالاعتداء الجنسي
وتذكر السيدة مافيز قصة أحد المرضى ويدعى مايكل (ليس اسمه الحقيقي) بأنه في مدرسته الابتدائية كان من المتفوقين دراسياً. وعندما انضم للمدرسة المتوسطة كان يتعرض للأذى\ للتنمر من قبل رفاقه مما جعله ينطوي على نفسه ولا يحتك مع أقرانه وكان يقضي معظم وقت فراغه على الانترنت. وفي سن 13 بالصدفة وقعت عيناه على المواقع الإباحية ووجد فيها المخدر\ المهرب الذي يخدره من الأذى الذي يتعرض له في المدرسة. وفي سن 17 كان يشاهد الإباحية أكثر من مرة في اليوم مما أثر على تركيزه في الفصل إذ يكون ذهنه مشغول بالإباحية وهذا أدى إلى انحدار مستواه الأكاديمي. وبعد ذلك وجد بأن المشاهد الإباحية لم تعد تثيره ويريد أن يرى المشاهد في الواقع مما جعله يتسلل إلى حمامات النساء (أجلكم الله) ويختلس النظر وتم القبض عليه متلبساً بالجرم.
.
وقالت السيدة مافيز بأن حالة مايكل كان بالإمكان أن لا تصل إلى هذا المستوى لو تم مراجعة المختصين في بادئ الأمر. وأضافت القول بـأن كان هناك أكثر من عامل جعل مايكل يصل إلى مثل هذه الحالة: 1- التعرض للتنمر من قبل أقرانه مما جعله في عزلة عن الحياة الإجتماعية. 2- وجود المهرب من الواقع بمشاهدة المحتوى الجنسي. 3- غياب التوعية الأسرية ، وغرقه في المحتوى الجنسي مما جعله يبحث عن مشاهد حقيقية وهي بإختلاس النظر على الفتيات وهم في بيت الخلاء (أجلكم الله)
.
.
100 حالة تحول على الوزارة سنوياً من أجل العلاج
يحول على الوزارة كل سنة قرابة 100 حالة لعلاجها من إدمان الإباحية وعلاج المتضررين وقد يكونون داخل دائرة العائلة وقد يكونون خارجها. وأغلب الحالات تتضمن النظر خلسة وأخذ صور لعورات النساء. و90% من تلك الحالات تحتاج إلى علاج مابين فردي \ مع مجموعة لرفع مستوى ضبط النفس وتقليل خطر تعريض الآخرين للضرر.
80% ممن حضروا البرنامج العلاجي تغير وضعهم بشكل أخص بما يتعلق بتعريض الآخرين للضرر. ولا شك بأن القوانين الصارمة تجاه التحرش الجنسي مهمة ولكن وفقاً للسيدة مافيز بأن 50% من المعتدين جنسياً إن لم يعالجوا فإنهم سيقومون بتكرار تلك العملية.
.
لنتحدث عن الجنس
وفقاً لعلماء النفس فإن أحد طرق وقاية الأبناء من الوقوع في الإباحية هي حديث الوالدين معهم عن هذا الأمر. وقالت السيدة مافيز بأن غالبية أولياء الأمور يتحرّجون من التحاور عن مثل هذه الأمور مع أطفالهم ومعتمدين بأنه سيتم مناقشة ذلك الأمر في المدرسة وقد لا يغطى ذلك الأمر. ويجبر أولياء الأمور على الحديث عندما يقع الفأس في الرأس، عندما يكون الطفل \ الشاب قد بدأ بتطبيق ما يشاهد من مقاطع إباحية. ولذلك من المهم على أولياء الأمور توجيه فلذة أكبادهم، وأن توضح المناهج هذه الأمور في المدارس، بحيث كل عمر يعطى له المحتوى المناسب. مثال: عندما يكون في الروضة نعلم الطفل بأن هنالك مناطق في جسده لا يحق لأحد بأن يلمسها أبداً ويتدرج الأمر للمراحل الباقية.
.
ترجمة: بويعقوب
مراجعةُ: أحمد فوّاز